ما مصير الفقراء بعد الإزالة..؟

مشاريع عملاقة تنتظر المدينة المنورة.. فتوسعة المسجد النبوى الشريف سوف تمتد بمساحات لم تحصل لمكان مرموق فى تاريخ البشرية باستثناء المسجد الحرام فى مكة المكرمة..ونحن نتكلم بحسب ما نشرته الصحف عن وزارة المالية التى طلبت المستندات من مالكي العقارات حيث ستزال مبانٍ ودوروفنادق وبيوت شعبية كثيرة جداً حول المسجد النبوي الشريف، يعنى سوف يدخل فى هذا المشروع العملاق أكثر من 75% من المبانى القديمة وستبنى أبراج حديثة مكانها وستشق وتُستحدث شوارع فسيحة وعصرية بما يسمى درب السنة وطريق الملك عبد العزيز وغيرهما من طرق وشوارع ،وسيرتبط بإذن الله مسجد قباء بالمسجد النبوى الشريف بطريق عريض جداً بحيث من يقف فى قباء يرى أبواب المسجد النبوى الشريف بوضوح تام وكذلك بالنسبة لجبل الرماة فى منطقة أحد الأثرية ..
وهنا نقف لنقول بأن معظم المباني التى ستزال تقع فى أحياء وحوارٍ وأزقة يقطنها أو يسكنها فقراء ومساكين معدمون ومن ذوي الدخول المحدودة يسكنون فى بيوت ذات مساحات صغيرة وشعبية ومتهالكة على قدر ميزانيتهم المادية خلاف من يسكن منهم الأربطة المجانية وهؤلاء الفقراء والمساكين و»المبتلون بالفقر المدقع»منهم المرضى والعجزة والمعاقون والمسنون ومن ذوى الدخول المحدودة وعند إزالة هذه المباني السكنية العشوائية لايجدون السكن البديل الذي يناسب ميزانيتهم لأن الدولة ستعوض مالياً مالك العقارفقط عن عقاره وأما هؤلاء المساكين والفقراء المعدمون فسيتم إخلاؤهم.
وفئة كبيرة من هؤلاء تسكن فى حى المصانع والسيح وخلف مسجد الإجابة والعوالى وحارة المغاربة والبحر وباب الكومة والأزقة والحوارى الجانبية لبعض الشوارع والطرقات والكثير من الأماكن التى يصعب حصرها فى هذا المقال
لذلك نجدها فرصة سانحة لنطلب ونتمنى صرف مبالغ مقطوعة لهؤلاء الفقراء والمساكين والمعدمين تساعدهم على تحمل «الهجولة» عند نقلهم من هذه الدورأو البيوت الشعبية والأربطة وتعينهم على تحمل مطالب الحياة لفترة انتقالية مفاجئة من حياتهم المعيشية وحتى يجدوا سكناً آخر يناسب ميزانياتهم المتواضعة جدا.
والتمنيات كثيرة وعديدة منها أن يُشرع فى بناء لهم وسريعاً جداً وريثما تتم الإزالة مساكن شعبية «مسبقة التصنيع «خرسانية او مواد جاهزة» فى حى يطلق عليه «حى الأحباب» كبديل بها شقق سكنية صغيرة وغرف مع الحرص على بنية تحتية جيدة توزع عليهم مجاناً.. فهم أهلنا وعشيرتنا وأحباؤنا ، والله لايضيع أجرمن أحسن عملاً...

Fouad-kabli@hotmail.com