Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أعداء النظام

قرأت مقالاً يحاول فيه كاتبه التقليل من أهمية حملة تعديل أوضاع الوافدين، ويدافع فيها عن ما تعارف بتسميتهم بالأجانب -والتسمية هذه صحيحة لغوياً- مصرحاً بأنَّ هذه الحملة لن تؤتي أكلها، فترحيل الوافدين لن

A A
قرأت مقالاً يحاول فيه كاتبه التقليل من أهمية حملة تعديل أوضاع الوافدين، ويدافع فيها عن ما تعارف بتسميتهم بالأجانب -والتسمية هذه صحيحة لغوياً- مصرحاً بأنَّ هذه الحملة لن تؤتي أكلها، فترحيل الوافدين لن يحل المشكلات الاقتصادية والصحية والتعليمية، ولن يخفف من نسبة البطالة، فالأجانب ليسوا هم من تسبب في تَجذُّر هذه المشكلات، بل الفساد الإداري والمالي هو سبب ما نعانيه من تردِّي الأوضاع. وضرب مثلاً ببعض الدول المجاورة التي يكثُر فيها الأجانب ويعاملون بكرامة واحترام، مثل قطر والإمارات والكويت.
وردًّا على هذا الكاتب أقول: لماذا دائماً نخلط الأوراق؟! ولماذا نأبى أن نُعطي الفرصة لأي نظام إصلاحي، بل نهاجمه قبل أن يبدأ وقبل أن نرى نتائجه ؟!
فما من عاقلٍ يقبل بالفساد أو يُنكر وجوده في بعض المؤسسات، وما من صاحب فكرٍ يرغب في استمراره وعدم القضاء عليه، وما من صاحب حِلمٍ يجهل أثره على الناحية التنموية والفردية في البلاد. لكن غضبنا من وضعٍ ما يجب ألاَّ يعمينا عن رؤية الحقائق، ولا يدفعنا للانتقاص من الجهود المبذولة لتصحيح الأوضاع، فنحن لسنا أقل إنسانية من الدول المجاورة، فنحن قد أكرمنا كل وافدٍ على أرضنا، فنحن لسنا بهذا السوء الذي وصمنا به المقال.
هذا المقال الذي سيغرس الجفوة في نفوس بعض الوافدين لدينا، حيث صدَّقوا ما جاء فيه بدليل تداولهم له، وكأَّنَّهم قد فرحوا به، وكأَّنَّهم يريدون أن يقولوا لنا: هاكم شاهداً منكم على سوء معاملتكم للأجانب على أرضكم.
ونحن نقول: إنَّ طيبتنا الزائدة هي التى أدَّت إلى استفحال الأمر، ثم أهلاً وسهلاً وعلى الرحبة والسعة بكل وافد نظامي،وله الشكر على مساهمته في نهضتنا التنموية.
وأعتقد بل أُجزم أنَّ كل بلاد العالم المتحضر وغير المتحضر لا تقبل بوجود أفراد غير نظاميين على أرضها، فا لكويت والأمارات وقطر التي استشهد بها الكاتب لا تُرحب بعمالة متخلفة تعيث فيها فساداً ونهباً وإجراماً.
فهذه الحملة لم تتعرض لأي مقيم نظامي على أرضها، ومن شعر منهم بأي تعامل غير لائق فلا أحد يجبره على البقاء فيها.
لقد كان هؤلاء المتخلفين يعتقدون أن بلادنا أصبحت مرتعاً لهم فأخذوا يسيطرون على الحركة العمالية حتى أصبحت بلادنا معهداً مهنياً مجانياً، فقد تعلّموا في بيوتنا كل المهن، وتدّربوا عليها مجاناً، وأخذوا عرق جبيننا، حتى تضخمت أرصدتهم. ثم بعد ذلك نُتهم بعدم إكرامهم؟!
بارك الله في هذه الحملة وفي القائمين عليها، وأعانهم على نجاحها، ووفقهم لتنظيم الأوضاع وترتيبه.
وأحب أن أنبِّه إلى أنَّ الكثير من الوافدين غير النظاميين مختبئين في المنازل، منتظرين أن يهدأ الوضع بعد أيام أو أسابيع، ثم يعودون لممارسة مهنهم اعتقاداً منهم أنَّها حملة وقتية ما تلبث أن تتراخى (ويعود الكتان كما كان).
نأمل استمرار الحملة بنفس القوة والحماس طوال الأعوام المقبلة، بل ومضاعفة العقوبة لمن لم يرحل بكرامته، وفضَّل تحدِّي النظام واختراقه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store