Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مركز القيادة الأكاديمية.. وقيادة التغيير

نشرت صحيفة الجزيرة في عددها 13744 بتاريخ 3 جمادى الآخرة 1431 هـ خبراً بعنوان «د. العنقري: القيادة القوية داخل الجامعات ضرورة لإحداث التغيير».

A A
نشرت صحيفة الجزيرة في عددها 13744 بتاريخ 3 جمادى الآخرة 1431 هـ خبراً بعنوان «د. العنقري: القيادة القوية داخل الجامعات ضرورة لإحداث التغيير». وكم أعجبني هذا العنوان الذي استرعى انتباهي ودفعني لقراءة الخبر. لقد جاء كلام معالي الوزير ضمن كلمة ألقاها معاليه في حلقة نقاش «خارطة الطريق لمركز القيادة الأكاديمية». وسأنقل لكم حرفياً مقاطع من كلمة معاليه في تلك الورشة، كما أوردتها الصحيفة :
- أكد معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري أهمية القيادة القوية والفعّالة داخل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي.
- وذلك لإحداث التغيير والحفاظ على المنجزات في عصر العولمة والمنافسة العالمية.
-وكذلك لإبراز منتج يستطيع المنافسة في السوق العالمي.
- وهو ما حدا بوزارة التعليم العالي إلى تأسيس مركز القيادة الأكاديمية لإعداد وتطوير الكفاءات القيادية الأكاديمية.
في رأيي ليس هناك من حديث أوضح ولا التزام أبلغ من كلام «ربان السفينة» في منظومة التعليم العالي. وكأن معاليه يرمي بالكرة في ملعب الجامعات وقياداتها للتحرك نحو التغيير الهادىء والمتزن,الذي يلبي متطلبات المرحلة بكل ظروفها واعتباراتها. وللحق فمنذ تأسيس مركز القيادة الأكاديمية في عام 2009 م تحت اشراف جامعة الملك فهد، قدم المركز الكثير نحو تطوير وتحسين قدرات قياديي التعليم العالي من مدراء جامعات ووكلائهم وعمداء للكليات، من خلال العشرات من ورش العمل والندوات. لكن مازالت كلمة معالي الوزير «القيادة القوية داخل الجامعات ضرورة لإحداث التغيير» يتردد صداها في أذني . . وبقوة ... وتطرح تساؤلاً مهماً ومشروعاً هو: كم حدث من تغيير منذ ذلك الوقت، وهل تمكنّا من خلال المركز وغيره من تأهيل تلك « القيادات القوية « التي يطمح معاليه لها ؟
في محاضرة للدكتورة فيليبا كيلي Dr Philippa Kelly بعنوان «القيادة في الأوساط الأكاديمية» تقول « ترتبط القيادة ارتباطا وثيقا بالتغيير، فبدون التغيير ليس هناك حاجة للقيادة، بل حينها نحتاج فقط للإدارة «. ونشارك المتحدثة الرأي حين تقول «قد يكون التغيير تهديداً خطيراً للغاية، ولهذا السبب يجب أن يقوده شخص موثوق به ويتمتع بمصداقية عالية المستوى». وأجد أن هذا الكلام يتفق تماما مع كلمة معالي الوزير، ولكن كيف نصل إلى تحقيق منطوق ومفهوم كلمة معاليه ؟
أحسب أن مركز القيادة الأكاديمية يمثل ترساً في عجلة أكبر، ووحده لا يكفي لإحداث التغيير المطلوب برغم تميز أدائه. كما وأنه يحتاج في نظري الى أن يصبح جهة اعتبارية منفصلة عن الجامعات. بل وأرى أن يتحول إلى أكاديمية اقترح تسميتها بـ «الأكاديمية السعودية للقيادة الأكاديمية - Saudi Academy for Academic Leadership»، وهو ماسيحقق استقلاليتها ويوسع من نشاطاتها ويقوي من تأثيرها.
إن الجامعات يجب ألا تنتظر مايقدمه المركز فقط، بل هي مطالبة بأن تقدم برامجها الخاصة في القيادة الأكاديمية، ولكل منسوبيها بدون استثناء. من يدري، فقد تساعد تلك البرامج في الكشف عن مواهب قيادية تحتاج لمزيد من رعاية لتصل يوما ما، وتحدث التغيير المطلوب. إنني أجزم أن كلمات معالي الوزير حينها لم تكن تدشيناً لحدث أو مناسبة، ولكنه كان يعنيها بدقة، فهل من مستجيب ؟. . . وبالله التوفيق
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store