Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حين تغيب المهنية بحجة المهنية ياوزارة العدل

قرأت تصريحاً لأحد موظفي وزارة العدل يتحدث فيه منكراً ما تم اشاعته مؤخراً عن ان ما يقارب من 20% من المعاملات التي تقدم للمحاكم تفقد, وانبرى هذا الموظف مدافعاً ان هذا غير منطقي موضحاً ان الفاقد حالات نا

A A
قرأت تصريحاً لأحد موظفي وزارة العدل يتحدث فيه منكراً ما تم اشاعته مؤخراً عن ان ما يقارب من 20% من المعاملات التي تقدم للمحاكم تفقد, وانبرى هذا الموظف مدافعاً ان هذا غير منطقي موضحاً ان الفاقد حالات نادرة جداً وكما يقول هو ان النادر لا حكم له, ما لفت نظري في هذا التصريح ان الموضوع على درجة عالية من الأهمية وان الرد أتى رداً انشائياً لا يرقى الى مستوى الحدث والجهة التي يمثلها, كما هو بالتصريح فالرجل مهندس ومعنون بوظيفة مدير مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء.
ما لفت نظري ايضا أن هناك في التصريح معلومات واردة من الادارة العامة لتقنية المعلومات توضح ان الربط الالكتروني شمل العديد من مرافق القضاء, استغربت جداً هذا التصريح لانه يفترض من هذه الادارة ان تقدم تقريراً يوضح فيه عدد المعاملات المستلمة والمنفذة وبالتالي عدد المعاملات قيد التنفيذ, ومن هنا نحكم بنسبة المفقود النادر بفتوى المهندس الموظف, هذه أبسط معلومات يمكن لأي تقني معلومات ان يقدمها, وفكرة النادر لا حكم له اسقطت بتعبير تنظيري على موضوع خطير جدا حتى الحالة التي ذكرت ان النادر الذي فقد نتيجة معاملات في ادراج مكاتب بيعت المكاتب وبيعت معها المعاملات.
الناطق الاعلامي أعلاه الذي هو مدير مشروع تطوير القضاء هو نفسه مدير عام ادارة تقنية المعلومات, وهو ايضاً مدير الادارة العامة للمشاريع, ثلاثة مناصب مهمة جدة في يد رجل واحد, والان اضيفت لها وظيفة جد مهمة وهي الناطق الاعلامي, كيف يستطيع رجل واحد مهما كانت كفاءته وقدراته ان يتولى ثلاث حقائب مهمة جدا وكل واحدة منها تحتاج الى تفرغ وجهود كبيرة وكأن الوزارة خلت من الكفاءات ليقوم رجل واحد ذو مؤهل بمجال واحد بعمل عدة ادارات كل واحدة تتطلب شخصاً متفرغاً مؤهلاً متمكنا, هذه سابقة تحتاج الى دراسة علمية دقيقة لعلنا ندخل بها موسوعة جينيس للارقام القياسية.
الفكرة ليست عندي في تقييم الرجل لكن بكل تاكيد لو أن كل واحدة من الادارة تم تسليمها لمتخصصين في مجالها سيكون أفضل وأكثر انتاجاً ونجاحاً, مع التركيز الشديد على أن مهنة الناطق الاعلامي ليست ابداً من اختصاصه بل هي لها من يقودها ويتمكن منها وفق اسس مهنية معينة, ليس الارتكاز على الشهادة العلمية وانما على التفرغ لهذه المهنة, فمخاطبة الجمهور يحتاج الى فن من نوع خاص.
سأعترف للموظف متعدد المواهب بنقطة جميلة لديه وهي تمرير معلومة على أنها بسيطة وغير مهمة ان هناك معاملات فقدت لانها وضعت في أدراج مكاتب, وتم بيع المكاتب فذهبت المعاملات, والسبب كما يقول هو أن أصحاب هذه المعاملات لم يأتوا لاستلامها.
هنا يا وزارة العدل ما اقصده حين تغيب المهنية, لان المهنية الاعلامية فقدت بحجة ان الرجل مهندس او دبلوم او بكالوريوس برمجة.!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store