Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الدارة في أحضان طيبة الطيبة

تنظم دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي في هذين اليومين؛ ندوة علمية بعنوان: "آثار المدينة المنورة وحضارتها وتراثها عبر العصور"، وذلك في ظل احتفال المدينة

A A
تنظم دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي في هذين اليومين؛ ندوة علمية بعنوان: "آثار المدينة المنورة وحضارتها وتراثها عبر العصور"، وذلك في ظل احتفال المدينة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية.
وواقع الحال، فما كان يصح أن ينتهي العام الجاري دون أن يحتفي التاريخ بمكوّناته ومكنونه بالمدينة المنورة، لا سيما وأن قيمة المناسبة كامن في بعد المدينة التاريخي، ابتداء بتاريخ وآثار ساكنها سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم مرورًا بتاريخ وآثار من تبعه من الصحابة والتابعين ومن خلفهم إلى يومنا هذا. وهو أمر جدير بالاهتمام، وجدير أكثر ببذل الجهد للمحافظة على ما تبقى من معالم تاريخية وآثارية تعود بحقبتها إلى الفترة النبوية وما تلاها من حقب.
على أن ذلك لم يعد بسيطًا في الوقت الراهن، حيثُ تعرّضت الكثير من الشواهد والآثار النبوية وما بعدها لعوامل طمس وإزالة، جزء منها يمكن استيعابه جراء وقوع تلك الآثار في حمى الحرم النبوي الشريف، فذهبت في مقابل التوسعة المباركة، لكن جزءًا آخر قد تعرض ويتعرض اليوم لشيء من الاعتداء غير المشروع، جراء جهل من جهة، وبسبب فهم ديني خاطئ من جهة أخرى، وذلك لعمري هو خطأ نحتاج إلى وقفة صادقة وعملية لتصحيحه، حفاظًا على ما تبقى من شواهد تاريخية تثبت وجودنا على أقل تقدير، إذ وكما هو معلوم فإن الفرق بين التاريخ والأسطورة منوط بالوثيقة والشاهد، فإذا تعرّضا للهلاك، كان أن جنينا على تراثنا وتاريخنا بأيدينا، وهو ما يستهدف الوصول إليه عدونا التاريخي، الكيان الصهيوني، الذي يعمل جهده صبح مساء لتحويل أسطورته إلى حقيقة تاريخية، باختلاق الوثائق والشواهد المزوّرة، ونحن للأسف نعمد بجهل ودون وعي إلى تحويل تاريخنا إلى أسطورة.
في هذا الإطار أشيد بما طرحه بالأمس أستاذنا الكبير محمد عمر العامودي في عموده "حديث الأربعاء" إلى ضرورة أن تقوم الجهات المسؤولة بعمل الخرائط اللازمة لكل الشواهد الأثرية التي تم إزالتها في سبيل التوسعة المباركة، وأضيف متمنيًا لو يتم عمل مجسمات لها في مدن متحفية وفق المخطط التاريخي، لكي نربط أبناءنا بماضيهم، ونحافظ على مفهوم البعد التكاملي للبناء الحضاري الذي نعيشه اليوم.
تبقى الإشارة إلى أن التاريخ الذي يجهل تفاصيله اليوم كثير من أبنائنا، هو محط اهتمام كل الدول المتقدمة في عالمنا، بل هو مناط البحث والاهتمام من قبل كل السياسيين ومراكز الدراسات الحيوية. فهل اهتمامهم ناتج عن سوء تقدير منهم؟ وسببه جهلهم بأهمية العلوم التطبيقية التي نبذل لها كل اهتمامنا؟ تساؤل أترك الإجابة عليه لكم.
zash113@gmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store