Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وسام شرف لوزير العمل ونائبه

قرأتُ لقاءً في صحيفة «سبق» الإلكترونية، مع عضو المجلس البلدي في مدينة الرياض الأستاذ فهد السبيعي.

A A
قرأتُ لقاءً في صحيفة «سبق» الإلكترونية، مع عضو المجلس البلدي في مدينة الرياض الأستاذ فهد السبيعي. تفاجأتُ -بل صُدمتُ- بمطالبته بمحاكمة وزير العمل، ونائبه (الحقباني) على قرارات وزارتهما غير الموفقة -حسب تعبيره- التي استفزّت العمالة، ولم تحفظ حقوق الطرفين: العامل السعودي، وغير السعودي، وصاحب العمل، وساعدت على تشويه سمعة السعودية أمام العالم، وفي وسائل الإعلام الدولية.
وأنا في مقالي هذا، لا أريدُ أن أُنَصِّبَ نفسي محاميةً عن وزير العمل، ونائبه، ولكن حين قمتُ بتفكيكِ خطاب الأستاذ السبيعي طرأت في ذهني العديد من التساؤلات والأفكار، منها: لماذا صَبَّ جامَّ غضبه عليهما، ورمى على أكتافهما كامل المسؤولية؟!
كيف يطالب بذلك، وهو مَن أشار إلى أنَّ أعداد الإثيوبيين المخالفين لأنظمة الإقامة في حي منفوحة بلغ نحو 750 ألفًا، يأتون عن طريق التهريب، وحوالى 90% منهم لا يحملون إقامات نظامية؟! وهو مَن حذَّر مرارًا وتكرارًا من حدوث كارثة إنسانية في الحيّ، نتيجة وجود 750 ألف متخلّف إثيوبي يمارسون القتل، والانحراف الأخلاقي، والسرقة، والخطف، والسحر، والدعوات إلى مذاهبهم المنحرفة، وتنتشر بينهم جرائم القتل، والتصفيات الجسدية، التي تبدأ في بلادهم، وتنتهي في بلادنا! وأنَّ آثار هذه الجرائم على أمن بلدنا كبيرة جدًّا، بل يَذكُر أنَّ بعضهم مُجَنَّدٌ من قِبل فئة الحوثيين اليمنية، التي تُهرّبهم للسعودية. فإذا كانت هذه أعدادهم في حي واحد، وهذه هي جرائمهم، أليس من الأولى ترحيلهم، ووضع قوانين، وقرارات صارمة لوجود العمالة في البلاد؟! وإذا كانت قرارات وزير العمل، ونائبه هي مَن سوف تُخلِّص البلاد من شرور هؤلاء، ألا يستحقان بذلك وسام شرف؟!
وإني لأستغربُ من التضارب في التصريحات، ففي الوقت الذي يذكر فيه جرائمهم المُرَوِّعة تراه يُبرِّر ما قاموا به من أعمال الشغب، بأنَّ الذي دفعهم إلى ذلك هو توقف العمل، ووصولهم لمرحلة اليأس، ولم يستفيدوا من مرحلة تصحيح الأوضاع، فهم لا يرغبون في العودة إلى بلادهم، فالموت تحت الأشجار بإثيوبيا يُرعبهم.
ولا أعلم لماذا نجعل العاطفة تطغى على عقولنا؟! فإذا كانوا هم يموتون رعبًا من الموت تحت الأشجار، فما ذنبنا نحن أن نموت رعبًا كل لحظة من جرائمهم التي قمتُ أنت بتعدادها؟! ومَن هو المواطن المغامر الذي يتحمّل عبءَ كفالةِ مَن يُمارسون تلك الجرائم البشعة؟! وما ذنب بلادنا الآمنة أن تُؤوي مَن يعيثونَ فيها فسادًا، ويعبثونَ بأمن مواطنيها؟!
ثم يُوضِّح سبب مطالبته بمحاكمة وزير العمل، ونائبه بأنَّ قراراتهما غير موفّقة؛ لأنَّها استفزّت العمالة. أي عمالة التي تم استفزازها؟ أليست هي التي قامت بشغب منفوحة؟ ألم تذكر أنت أنَّ هذه العمالة هي من تمارس كل أنواع الفساد؟ وقد طالبت مرارًا وتكرارًا بدرء خطرها، وأنها تهدد أمن واستقرار الدولة؟!
نتمنى على وزير العمل أن يعمل جاهدًا على منح أرباب العمل تأشيرات فورية لاستقدام عمالة بديلة بقدر حاجتهم من غير تضييق، حتى لا تتوقف الأعمال، ويجد المتربصون حججًا للطعن في هذه الحملة، التي ندعو الله أن تستمر دون توقّف.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store