Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مؤسسات التعليم العالي والتخطيط الإستراتيجي التنافسي

أوردت صحيفة الرياض في عددها 16585، يوم الاربعاء 16 محرم 1435 هـ، خبرافتتاح وزير التعليم العالي لورشة عمل مديري الجامعات السعودية التي ينظمها مركز القيادة الأكاديمية تحت عنوان “التخطيط الاستراتيجي في

A A
أوردت صحيفة الرياض في عددها 16585، يوم الاربعاء 16 محرم 1435 هـ، خبرافتتاح وزير التعليم العالي لورشة عمل مديري الجامعات السعودية التي ينظمها مركز القيادة الأكاديمية تحت عنوان “التخطيط الاستراتيجي في التعليم العالي”، ومما قاله معالي الوزير في الافتتاح:
•التخطيط الاستراتيجي (للجامعات) لايمكن الاستغناء عنه.
•إن الجامعات تحتاج إلى سرعة التفاعل والاستجابة مع الأطراف المعنية أكثر من أي وقت مضى.
• إن إضفاء الطابع المؤسسي على عمليات التخطيط (في الجامعات)، وجعلها جزءاً لايتجزأ من الثقافة التشغيلية أمر ضروري.
السؤال هو: هل تأخرنا كثيرا في استيعاب وتفعيل ماعملت عليه وبه الجامعات العالمية في مجال التخطيط الاستراتيجي؟ واذا كان الأمر كذلك، فلمَ لم نفعل ومنذ زمن ما تحدث عنه معالي الوزير في هذا الملتقى؟ ولعل الدكتور سعيد بن حمد الربيعي قد بين (في كتابه التعليم العالي في عصر المعرفة: التغيرات والتحديات وآفاق المستقبل، 2007) أن بعض مؤسسات التعليم العالي لا تتمكن من تنفيذ الخطط الإستراتيجية لأسباب عديدة، منها تردد بعض القيادات العليا من العمل بالخطط الإستراتيجية خوفاً من التغيير، وهو ما أتفق معه فيه.
إننا نتفق جميعا مع ما ذكره الدكتور شبل بدران والدكتور جمال الدهشان في كتابهما التجديد في التعليم الجامعي (2002) من أن "الإدارة الجامعية لم تعد إدارة الماضي أو إدارة الحاضر فقط، ولكنها إدارة المستقبل التي تتعامل مع التحديات من خلال استشراف المستقبل والتي تستطيع من خلالها التعامل مع الواقع المتغير" .وبرغم تحدث الكثير من الخبراء (الدكتور ستيفن هاينز في كتابه التخطيط الاستراتيجي الناجح، الصادر في العام 2001، والدكتورأحمد الخطيب والدكتور عادل معايعة في كتابهما الإدارة الإبداعية للجامعات: نماذج حديثة، الصادر في العام 2006) عن أهمية التخطيط الاستراتيجي وكذلك الادارة الاستراتيجية في الجامعات من خلال ما يلي:
•قيامه بتشجيع القادة الأكاديميين على وضع رؤية مشتركة للمستقبل.
•وضع مجموعة من المقاييس المحددة التي تساعد على تحقيق النجاح باستمرار.
•يعد أسلوباً جديداً لتفكير واسع النطاق على المستوى الاستراتيجي.
•إن التخطيط الاستراتيجي يساعد على رفع درجة التنبؤ بالتغيرات في البيئة المحيطة بالجامعات وكيفية التأقلم والتكيف معها.
•يزود التخطيط الاستراتيجي الجامعة بدليل إرشادي حول ما الذي تسعى لتحقيقه.
أقول برغم أهمية ماذكره أولئك الخبراء، الا أنني أعتبر النقاط التالية تمثل إضافة ضرورية لما يهمني في واقع جامعاتنا السعودية:
1.اننا بحاجة الى التفكير بجدية لتفعيل مفهوم "الاستراتيجية التنافسية" التي تجعل المؤسسة (الجامعة) متفردة في مجالها مقارنة بغيرها من الجامعات، وذلك بصياغة القيم من خلال نشاطات مختلفة عما يقوم به المنافسون.
2.التخطيط الاستراتيجي (التنافسي) وسيلة مهمة وضرورية، نحو تمكين الجامعات من وضع تصور خاص لـ "هويتها"، وهو ماسوف يميزها عن غيرها، فالهوية المستقلة هي ماتطمح له كل جامعة تتطلع الى التميز الأكاديمي والمعرفي والبحثي والمجتمعي .
3.انطلاقا من النقطة السابقة، إنني أجزم أن التخطيط الاستراتيجي التنافسي السليم، هو المنطلق الحقيقي نحو استقلالية الجامعات، وهو الذي سوف يمنح منسوبي تلك الجامعات "الحرية الأكاديمية الحقيقية"، مما يمهد الطريق نحو الإبداع والتميز.
إننا قد نمضي العمر كله في مطالبات أظن أنها تصبح مجرد طروحات نظرية مجردة، كالحديث المتكرر حول "استقلالية الجامعات"، لكنني أجزم أن تفعيل ذلك يتم من خلال وضع خطط استراتيجية تنافسية للجامعات، لتنتقل تلك المطالبات من عالم التنظير المجرد الى واقع معاش . . . وبالله التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store