Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مخرجات الإعلام ومهارات التقنية والعرض والإلقاء

قرأت مؤخراً مقالاً للأستاذ جمال خاشقجي بعنوان "كليات الإعلام العربية تغط في نوم عميق" ، سأقتبس منه مجموعة من العبارات الموجهة لكليات الإعلام ومخرجاتها وأساتذتها، إضافة لصناع الإعلام التقليدي :

A A
قرأت مؤخراً مقالاً للأستاذ جمال خاشقجي بعنوان "كليات الإعلام العربية تغط في نوم عميق" ، سأقتبس منه مجموعة من العبارات الموجهة لكليات الإعلام ومخرجاتها وأساتذتها، إضافة لصناع الإعلام التقليدي :
•"كليات الإعلام لدينا لا تخرج كفاءات قادرة على المنافسة والإبداع بسبب عدم مواكبتها لثورة المعلومات والإعلام الاجتماعي".
•" أدعو كل أستاذ إعلام أن لا يطبع كتابه الذي أنهاه البارحة، لأن ثمة ما تغير منذ الأمس في فنون الإعلام".
•"أتوقع أن تموت الصحافة الورقية بوفاة آخر واحد منّا نحن الذين لازلنا نتصفحها".
•"الأساتذة في كليات الإعلام قلما يحضرون معارض التقنية الدولية".
وأنا كأستاذ إعلام متخصص في التقنية وممارس له في نفس الوقت، أتفق تماماً مع كل ما ذكره خاشقجي في مقاله وبأن العجز في مواكبة التطورات التقنية هو التحدي الأكبر والأهم الذي يواجه كليات الإعلام العربية اليوم، مشيراً -ومن واقع تجربة- إلى أن هناك عجزاً كبيراً أيضاً لدى طلاب الإعلام في مهارات اللغة والتحرير والعرض والإلقاء يتحمل مسؤوليته ليس فقط كليات الإعلام، ولكن قبل ذلك نظام التعليم العام الذي يزود الجامعات بمدخلات تعاني في كل تلك الجوانب والمهارات.
ملاحظتي لبعض أوجه ذلك العجز دفعني إلى تكثيف تكاليف التقنية والعرض والإلقاء لطلابي بحيث يكون كل طالب ملزماً بالوقوف أمام زملائه 5 مرات خلال الفصل الدراسي، ٣ منها لتقديم تقارير قصيرة سريعة، ومرة لعرض وإلقاء تقرير طويل بإستخدام البوربوينت عبر موقع سلايدشير، ومرة خامسة لعرض مشروع جماعي بالمشاركة مع زملائه. ضعف أداء طلاب الإعلام في مهارات العرض والإلقاء ملفت جداً للنظر لدرجة أن بعضهم يتردد بل وحتى يرفض الخروج لأداء تلك التكاليف حتى لو أدى ذلك إلى خسارته لنسبة كبيرة من درجات المادة، وبعضهم كان يعتب علي ويرى أني أقسو عليهم بهذه التكاليف باعتبار أنهم لم يسبق لهم أبداً القيام بمثلها!!
لاشك لدي أن كليات الإعلام تتحمل جزءاً هاماً من مسؤولية الإرتقاء بجودة مخرجات الإعلام من خلال التطوير المستمر لمناهجها, لكن الوصول بتلك المخرجات إلى الدرجة المأمولة يتطلب أيضاً جودة في المدخلات التي ترد للجامعات من التعليم العام والتي تعاني ضعفاً كبيراً يصل أحياناً إلى الافتقار شبه التام لمهارات التقنية والعرض والإلقاء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store