Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وماذا عن فلسطين يا عرب؟!

في غمرة حالة الصراع البيني العربي، نجد إسرائيل تسرح وتمرح فيما تبقَّى من أرض فلسطينية دون حسيب أو رقيب، حتى ذلك الصوت الرافض المُندِّد لكل أعمالها الوحشية لم يعد موجودًا، لكونه قد أصبح مشغولاً في صراع

A A
في غمرة حالة الصراع البيني العربي، نجد إسرائيل تسرح وتمرح فيما تبقَّى من أرض فلسطينية دون حسيب أو رقيب، حتى ذلك الصوت الرافض المُندِّد لكل أعمالها الوحشية لم يعد موجودًا، لكونه قد أصبح مشغولاً في صراع دموي محموم بين سكان جبل محسن، وباب التبانة في طرابلس لبنان مثلاً، وبات في عديد من أقطار الربيع العربي موجوعًا يكتم أنينه ويُداوي آلامه، جراء التهابه في حفلة الصخب الناري، التي لم يعد يفهم أحد سبب أوارها، وراح ضحيتها طفل بريء، وشيخ مسكين، وأم ثكلى، وزوجة تندب حظَّها وتبكي دون أن تدري لماذا؟
في غمرة كل ذلك باتت إسرائيل وحيدة تتبختر في مشيتها وأدائها، مُطمئنة إلى أن العرب قد انغمسوا في حرب مستعرة لأعوام طويلة، مؤمنة بأن ذلك ديدنهم وأنه جزء من تاريخ صراعهم، وما حرب البسوس وغيرها إلاّ شاهدًا على ذلك. وبالتالي فما عليها إلاّ أن تزيد من لهيب النار المشتعلة، وتعمل على تعميق نار الخلافات الطائفية والمذهبية، إدراكًا منها بأن ذلك سيأكل الأخضر واليابس؛ ولعمري فذلك ليس بالعسير عليها، وهي من تفنن شعبها عبر التاريخ في ذلك، واكتسبوا الخبرة تلو الخبرة، والنجاح تلو النجاح في تحالفهم المميز مع الشيطان الرجيم، ليبلغوا أقصى درجات الكفر والزندقة مصداقًا لقوله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلاّ قليلاً).
على أن المؤلم فوق كل ذلك، أن تسمع أصواتًا إعلامية من داخل بيتنا العربي، تُنادي اليوم بأهمية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، وتعمل على ترويج العمل معها بحجة توافق المصالح السياسية والأمنية، لاسيما مع احتدام الخلاف السياسي مع إيران. وتنسى تلك الأصوات أن الخلاف مع إيران مرتكز حول الوسائل والأسلوب، وأن غاية أمتنا العربية المسلمة هو الوصول إلى صيغة تفاهم مشتركة معهم، قائمة على الاحترام المتبادل؛ أمّا خلافنا مع العدو الغاصب فهو كامن في أصل الوجود وحقيقته، فكيف ننسى أن أرضًا لنا قد سُلبت، وأن شعبًا عربيًّا يجري استباحة دمه وعرضه صُبح مساء، وأن مسجدًا طاهرًا وكنيسة مقدسة قد انتهكت حرماتهما، ومُنع أن يذكر فيهما اسمه.
بقي أن أذكـِّر بوصية السناتور الأمريكي بنيامين فرانكلين حين قال محذرا من اليهود في خطبته عام 1789م قائلا: «أيّها السادة، هناك خطر فادح وكبير يُهدد الولايات المتحدة، هذا الخطر هم اليهود، ففي كل أرض يستقرون فيها تراهم يُحطمون الروح المعنوية للناس، ويُقللون من قدر الأمانة التجارية.. إنني أحذركم أيّها السادة بأنكم إذا لم تبعدوا اليهود إلى الأبد، فإن أطفالكم وأحفادكم سوف يلعنوكم في قبوركم».
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store