Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إيجابية التفكير.. وصدق العمل

إيجابية التفكير وصدق العمل ليس هذا عنوانًا لمقالي هذا الأسبوع فحسب، بل هو شعار أطلقه أمير منطقة مكة المكرمة الأربعاء الماضي في مسابقات الحملة التوعوية لملتقى الشباب بمنطقة مكة المكرمة في نسخته الرابعة

A A
إيجابية التفكير وصدق العمل ليس هذا عنوانًا لمقالي هذا الأسبوع فحسب، بل هو شعار أطلقه أمير منطقة مكة المكرمة الأربعاء الماضي في مسابقات الحملة التوعوية لملتقى الشباب بمنطقة مكة المكرمة في نسخته الرابعة، والتي ستشهدها محافظات المنطقة الـ16، ويشارك فيها الشباب من وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، بالإضافة للمؤسسة العامة للتعليم التقني والتدريب الفني. ولعلي أُلخِّص بعضًا مما تتضمنه هذه التظاهرة الشبابية في عدة محاور، ثم أُعلِّق عليها من وجهة نظري، بما يتّسق مع توجّه مقالي الأسبوعي:
* ملتقى الشباب محاولة جادة ومخلصة لنشر ثقافة التفاؤل في فئة الشباب. والمساهمة في بناء الفكر الإيجابي وتعزيزه.
* إطلاق مشروعات ومنها لهذا العام "استقبال الحلول التي تعالج بعض الظواهر السلبية التي يقع فيها الشباب".
* الشباب المشاركون من ألوان الطيف المختلفة. والجميل أن "ذوي الاحتياجات الخاصة" يتساوون مع بقية زملائهم في كافة المناشط (حقوقًا وواجبات).
* يحوي الملتقى العديد من المناشط كالدورات والمحاضرات وورش العمل الهادفة. ولكل مدن ومحافظات ومراكز المنطقة نصيب منها، فهي ليست حكرًا على المدن الرئيسية كما اعتدنا في أنشطة أخرى.
كدأب الأكاديميين، لابد من شيء من التحليل والتأصيل والتقدم ببعض المقترحات وإليكم شيء من ذلك:
أولا: كلمة شباب: كلمة رنانة.. براقة.. أخاذة.. كيف لا.. وهي تحمل في جوفها الفتوة والأصالة.. (عبدالله بن سعيد آل يعن الله)، بل قد كانوا في عين اللغة منذ القِدَم، فقد أورد (ابن منظور) العديد من المعاني المشتقة من الجذر اللغوي (شبَبَ) ومنها: هو أول النهار، ويتضمن معنى التفتح والاستبشار بالحياة والمستقبل. ويُقال رجل مشبوب أي ذكي الفؤاد، ذو القلب المتوقد بالحيوية والحركة، والشّاب هو الفرس القوي، والمشابيب أي القادة!. يقول صاحب القاموس المحيط، الفيروز آبادي: "والشباب في اللغة من (شبَّ) وهذه اللفظة تدل على: الفتوة، والقوة والنشاط، والحركة والحسن والارتفاع والزيادة والنماء.
ثانيا: ما دام "الشباب" هم كل ما قدمت أعلاه، أليس من حقنا جميعًا أن نعمل لهم ومعهم وبهم؟.. فهم قادة المستقبل. لكن أن تتصدر قيادة المنطقة لتفعيل هذا الاهتمام فإنه يوحي بشديد الاهتمام بهم وكبير الأمل فيهم، ويزداد الأمر تشويقًا حين تتفاعل كافة المؤسسات التعليمية المختلفة والتي تحتضن الشباب. أقول تتفاعل مشاركة ودعمًا وسيبلغ تعداد الشباب المشاركين - من تلك المؤسسات- ما يزيد على 600 ألف شاب وشابة!.
ثالثا: إنني أتمنى مخلصًا أن نترك الشباب يفكرون ويبدعون بكل حرية ضمن إطار الثوابت، ولنتحمل أخطاءهم وتجاوزاتهم.. ألا نفعل ذلك في بيوتنا الصغيرة؟
رابعا: التشجيع والمؤازرة أساس الأبداع والنجاح، وليس أفضل من استحداث العديد من الجوائزالتشجيعية لهم، ولنسمها مثلًا: جائزة "إبداع" و"تميز" و"تفوق" و"الباحث الشاب" و"المخترع الشاب".
خامسا: شباب الجامعات موجودون طوال العام في جامعاتهم، وكذا بقية الشباب، لذلك أتمنى أن يصبح لهذا الملتقى فروع بالجامعات يمارس الطلبة من خلالها ما انتهوا إليه من توصيات في ملتقاهم الشبابي السنوي.
سادسًا: لا بد أن يصل الشباب إلى الإعلام مبكرًا، ولن يضبط إيقاع ممارساتهم الإعلامية إلا مثل هذا الملتقى. فلو تبنى الملتقى إيجاد قنوات تلفزيونية للشباب وحواراتهم واهتماماتهم، فسيكون ذلك تفكيرًا يسبق المرحلة ويؤسس لرجالات إعلام هم اليوم "شباب الملتقى".
إن الشباب هم مصدرالأمان والقوة للوطن، وهم عُدَّة الأمة وثروتها وقادتها في المستقبل. وكما أن علماء النفس يؤكدون بأن ظاهرة (قبول الإحباط) والرضا به أكثر قوة عند الشباب، فإنني أرجو وأتمنى أن يكون "ملتقى الشباب" مصدرًا حقيقيًا لاستيعاب طاقات الشباب، وتوجيهها نحو خير المجتمع وخيرهم هم كذلك.. وبالله التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store