Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نمط الحياة الإيجابي.. نعم تستطيع

لا أستطيع.. لا وقت لدي.. الجو والوضع العام لا يساعد.. الأعمار بيد الله.!.

A A
لا أستطيع.. لا وقت لدي.. الجو والوضع العام لا يساعد.. الأعمار بيد الله.!.
هذه العبارات أسمعها كثيراً في كل مرة أنصح فيها أحدهم بتغيير نمط حياته واتباع نمط حياة صحي بعيداً عن الممارسات اليومية السلبية التي تنتشر بشكل كبير لدينا ومنها "الكبسة" و"المعسل" و"البلوت" والخمول أو السهر..ناهيك عن العداء المتأصل بين البعض وممارسة الرياضة، أو بالأصح بينهم وبين الحركة بشكل عام.
نمط الحياة السلبي هذا جعلنا من أكثر دول العالم إصابة بالبدانة والسكر والضغط وهشاشة العظام، إضافة إلى التوتر والقلق وأمراض أخرى لا حصر لها.
كم أصاب بالذهول حين يقول لي أحدهم أنه مشغول جداً وليس لديه وقت لممارسة الرياضة في حين أراه يقضي يومياً ثلاث إلى أربع ساعات جالساً القرفصاء يلعب الورق.. أو يقول لي آخر "يا أخي الأعمار بيد الله والرياضة لن تطيل عمرك".. مع أن الرياضة في واقع الأمر ليس الهدف منها أن نعيش أطول ولكن أن نعيش أفضل.
هناك من يضع اللوم على الجو أو ثقافة المجتمع، فالجو الحار لا يساعد على الخروج للرياضة وثقافة المجتمع تحتم على الشخص تلبية الدعوات المتواصلة التي لا تخلو من الرز واللحم، أو هي بعبارة أدق تخلو من كل شيء إلا الرز واللحم.. حتى في بيوتنا لايمكن أن يمر يومٌ واحد بدون "كبسة" على الغداء أو العشاء أو عليهما معاً.
معظم الذين أعرفهم ممن اشتركوا في أندية رياضية لا يزيد عدد مرات ارتيادهم لها عن ثلاث إلى خمس مرات شهرياً، ويبدو أن هناك فكرة خاطئة لدينا عن الأندية الرياضية وهي أن الإشتراك فيها يخفف الوزن ويفيد الصحة، وهذا ليس صحيحاً فالإشتراك في تلك الأندية لا يفيد الصحة اطلاقاً.. ما يفيد الصحة هو ممارسة الرياضة في تلك الأندية.
هذه المقاومة من قبل شريحة كبيرة في مجتمعنا لفكرة نبذ الأنماط السلبية للحياة واستبدالها بأخرى إيجابية ليست جديدة، فقد مر الغرب بهذه التجربة قبل أكثر من ربع قرن عندما بدأت عبارة نمط الحياة "Lifestyle" بالانتشار لأول مرة، حيث ووجهت حينها بالمقاومة والرفض باعتبارها سلوكاً مصطنعاً يسعى لتغيير عادات الاستهلاك والتفكير.. لكن الأخذ بهذا المفهوم ما لبث أن ثبتت أهميته ليس في تحسين الصحة البدنية للناس فحسب، بل وصحتهم النفسية أيضاً، حيث ذكرت مجلة Physical Education and Recreation في عددها لعام ٢٠٠٩م بأن نمط الحياة الإيجابي يمكن أن يكون سبباً في جلب السعادة، بينما نمط الحياة السلبي يمكن أن يؤدي إلى الحزن والتعاسة والمرض.
إن نمط الحياة الإيجابي لا يعني مجرد ممارسة الرياضة بانتظام أو الدخول في حمية غذائية ولكنه يعني أن نجعل من الرياضة والغذاء الجيد جزءاً من طريقة حياتنا وأن نغير سلوكياتنا وعاداتنا التي تجلب التوتر والضيق والحزن.
لاشك بأن تغيير الانسان لأمور اعتاد عليها لسنوات طويلة لا يمكن أن يتم في ظرف يوم واحد ولكنه عملية قد تستغرق وقتاً طويلاً.. إن كل ما تحتاج القيام به هو التخلص أولاً من وهم وشماعة أن هذه مشكلة مجتمع، فهي مشكلتك أنت وحدك.. يلي ذلك اجراء خطوات بسيطة كل يوم تبدأ فيها بالابتعاد تدريجياً عن العادات السيئة كالتدخين والكسل ودواعي القلق والتوتر وإحلالها بعادات ايجابية تجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياتك تستمتع بالقيام بها.
جرب ذلك وأؤكد لك أنك لن تندم إطلاقاً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store