Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ينبع.. وجهة سياحية رائدة!

أجزم وبدون تردد أن الإخوة في محافظة ينبع قد فاقوا أقرانهم في المحافظات التابعة لمنطقة المدينة المنورة، بل وأكاد أقطع بأنهم فاقوا المدينة المنورة ذاتها كمرجع إداري وتنظيمي في فعالياتهم السياحية وأنشطته

A A
أجزم وبدون تردد أن الإخوة في محافظة ينبع قد فاقوا أقرانهم في المحافظات التابعة لمنطقة المدينة المنورة، بل وأكاد أقطع بأنهم فاقوا المدينة المنورة ذاتها كمرجع إداري وتنظيمي في فعالياتهم السياحية وأنشطتهم الاجتماعية، وبخاصة بعد تعيين المحافظ الجديد المهندس مساعد بن يحي السليم الذي يبدو جليًا أنه استطاع استقطاب من حوله للعمل بروح الفريق الواحد والاطلاع والوقوف الشخصي على كل التفاصيل في نشاط دؤوب وفكر نير وتوجه حميد.
وعلى الرغم من عدم الالتقاء به شخصيًا حتى كتابة هذا المقال، لكنني أتابع تلك المناشط والفعاليات من خلال وسائل الإعلام المختلفة، والصحافة بشكل خاص.
والمتابع يجد أن هناك روزنامة رائدة من المهرجانات والأنشطة والفعاليات، تعد أنموذجًا يحتذى ومثالا يقتفى، وقد أنهت مؤخرا فعاليات "ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث" وهي تستعد لإقامة مهرجان "رضوى البري الأول" في الرابع عشر من ربيع القادم، وبعده بقرابة شهر تقيم مهرجان التسنيدة وكلا المهرجانين يستمران لمدة عشرة أيام، ليأتي بعد ذاك مهرجان مواسم ينبع 35 ويستمر قرابة 28 يومًا.
والملفت هو تواصل تلك المناشط بلا توقف، فما أن ينتهي نشاط حتى يتبعه آخر، وكذلك توزيع الفعاليات بين المراكز، فالتسنيدة بين الينبعين ينبع النخل وينبع البحر، وكذلك حفل الأهالي في عيد الأضحى الذي أقيم في قرية سويقة وكان مشرفا مثّل الأصالة والتاريخ خير تمثيل، وتبع ذلك مهرجانات متعددة الجوانب فمنها الثقافي والتاريخي والعلمي والأدبي، فينبع تحتل مكانة عليّة ومنزلة سنيّة في الشعر وتتميز بنوع خاص منه يعرف محليا بـ"شعر الكسرات".
وهذا يوجب على وسائل الإعلام إبراز مثل هذا الدور السياحي الهام الذي تقوم به هذه المحافظة، وهو ما سيدفع الجميع لمواصلة العطاء في التعريف والتركيز على الدور الهام لإظهار التاريخ العريق والمحافظة على الموروث الشعبي وما تعيشه بلادنا من نهضة تنموية شاملة في جميع المجالات.
وفي لفتة أخوية من الصديق الأستاذ فهد الجهني رئيس المركز الإعلامي لمهرجان "مواسم ينبع 1435هـ" تم اطلاعي على محتوياته والجهود المبذولة وبخاصة أنه يستمر قرابة شهر من الزمان، ليجد المرء نفسه أمام حراك ثقافي هام، يفيد منه أبناء منطقة المدينة عمومًا، وزوار ينبع من جميع أرجاء الوطن، بل ومن العالم العربي والإسلامي.
ومن هنا أنادي بأن تخصص الهيئة العامة للسياحة والآثار جائزة سنوية لأفضل نشاط سياحي على مستوى المملكة، وفي تصوري الشخصي أن ينبع ستستأثر بالجائزة على مستوى المحافظات، وربما لأعوام متتالية، بوجود محافظها النشط وغرفتها التجارية المتفاعلة والداعمة.
ومما يدل على النجاح المتحقق لمهرجانات هذه المحافظة هو الإقبال الشديد عليها (فالمدينة لا تماثل ينبع في مناشطها السياحية، وقد فاقتها ينبع بمراحل)، وقد شرفت في العام الماضي وبدعوة من القائمين على "مهرجان الزهور" والذي يقام سنويًا (وسيقام هذا العام في الرابع والعشرين من ربيع الآخر القادم)، ويفخر القائمون عليها بإقامة أكبر سجادة زهور في العالم، ورأيت الأعداد الهائلة من الزوار، وهو ما يؤكد المقدرة على التنظيم وحسن الإعداد، والحال ذاته ينطبق على التسنيدة التي يعبق شذاها تاريخًا وأصالة، فالتغطية الإعلامية يفترض أن تكون أكثر بكثير مما هي عليه.
وعمومًا فإن ينبع بهذا الزخم من الفعاليات والمهرجانات تستحق -في تقديري- أن تكون وجهة سياحية لجميع مناطق المملكة بل وللقادمين إلى بلادنا؛ لريادتها في هذا المجال، بعد الدعاية والإعلان المتقنين، وستكون العوائد الاقتصادية حينئذ مجزية بكل ما تعنيه الكلمة.
فهل نحفز تلك المناشط والمهرجانات ونقوم بدعمها اللازم ومن خلال عمل إعلامي مهني؛ لتكون ينبع وجهة سياحية لبلادنا ولكل القادمين إليها؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store