Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التكفيريون.. وجناية بعض القنوات العربية

* استكمالاً للموضوع الذي نشرته الأسبوع الماضي، وحمل عنوان "قنوات غربية تحظر رموز التطرف، وأخرى عربية تسوّقها، وعلق عليه الزميلان الكريمان الأستاذ علي محمد الحسون، والدكتور زيد الفضيل، وأضيف -اليوم- ضا

A A
* استكمالاً للموضوع الذي نشرته الأسبوع الماضي، وحمل عنوان "قنوات غربية تحظر رموز التطرف، وأخرى عربية تسوّقها، وعلق عليه الزميلان الكريمان الأستاذ علي محمد الحسون، والدكتور زيد الفضيل، وأضيف -اليوم- ضاربًا مثلاً آخرَ بالتيار الذي انشق في بريطانيا مع نهاية السبعينيات الميلادية عن الحركة التروتسيكية trotskyite، وحمل اسمًا يشي باستخدام الطرق والوسائل المتطرّفة لتحقيق أجندته السياسية، وهذا الاسم أو المصطلح كما يذكر المفكر البريطاني المعروف هيلي HELEY حمل اسم Miltant-Tendency أي نزعة أو توجه بالقوة، وقد حمل الدعوة لمحاربة هذا التيار المتطرف -حزب العمال- آنذاك بقيادة زعيمه التاريخي مايكل فووت، الذي استمعت شخصيًّا لخطابه في عام 1983، والذي ذكر فيه أنه سوف يقاتل هذا التيار المتشدد مادام هناك أنفاس تجري فيه، وذلك يعني أن اليسار الغربي كان أكثر استشعارًا بخطورة تيارات متطرّفة كهذه من التيارات المحافظة، وعلى هذه الخلفية رفض الغرب عضوية الكاتب البريطاني المعروفي طارق علي لتعاطفه مع هذه التيارات اليسارية المتشددة.
* الزميل الدكتور الفضيل تساءل في مقاله الخميس، 8 ربيع الأول 1435هـ عن موقف شريحة من العلماء والدعاة الذين تراخوا عن قول الحق، وأجدني متسائلاً أيضًا عن موقف المؤسسات الدينية التقليدية في العالمين العربي والإسلامي، وضرورة تصدّيها دون تردد أو خجل للممارسات البشعة التي تقدم عليها بعض هذه التيارات، التي هي أبعد ما تكون في عقائدها التكفيرية وسلوكياتها المتطرفة عن حقيقة وجوهر هذا الدين العظيم، الذي كان واضحًا في موقفه إزاء رمي الآخر بالكفر، حيث يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم -وهو المعلم الأول- "من دعا رجلاً بالكفر، أو قال عدو الله وليس كذلك إلاّ حارت عليه" أي ارتدت عليه دعواه التي ادّعاها على أخيه، وهي الكفر، كما ذكر الكاتب الإسلامي المعروف الدكتور زين العابدين الركابي في مقاله القيّم بصحيفة الشرق الأوسط: السبت 19/11/2013م، والذي حمل عنوانًا صادقًا ومؤثرًا، وهو "نعم بدعة التكفير.. جناية تعاقب عليها الشريعة". ولعلي أختم هذه المقالة برأي عظيم الدلالة للإمام الغزالي -رحمه الله- يقول فيه "فإن استباحة الدماء والأموال من المصلّين إلى القبلة المصرحين بقول لا إله إلاّ الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم". اللهم عفوك وغفرانك ورحمتك.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store