Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مدارس الفصحى

أُهنِّئ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، على الثقة الملكية الغالية بتعيين سموه في أعظم وأشرف منصب، ألا وهو وزيرًا لوزارة التعليم، فعقول الأجيال أصبحت أمانة بين يديه، والأمانة تخلَّت عنها الجبال ا

A A
أُهنِّئ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، على الثقة الملكية الغالية بتعيين سموه في أعظم وأشرف منصب، ألا وهو وزيرًا لوزارة التعليم، فعقول الأجيال أصبحت أمانة بين يديه، والأمانة تخلَّت عنها الجبال الرواسي، لذا أُرفق مع تهنئتي الدعاء الخالص بأن يوفّقه الله في حمل هذه الأمانة، ويُلهمه الصواب، ويُهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على تربية الأجيال تربية إيمانية، تنطلق من الكتاب والسنّة، تربية تُمكِّن الأجيال من مواكبة العصر، وتسعى بل تتنافس على سباق الرَّكب، فأبناؤنا فيهم الخير الكثير، ويملكون عقولاً ذكية، ومواهب فَذَّة، تحتاج لمن يأخذ بيدها ويقودها إلى الطريق السليم.
كذلك أُهنِّئ اللغة العربية بقدوم سموه، لعل إرجاع هيبتها وأصالتها تكون على يديه، فهو من مُحبِّيها، بل عُشّاقها، الذين يهيمون بها. حيث إننا نلمس من أشعاره أنَّه وفيٌّ لمَن يُحب، فكيف إذا كان ذلك الحبيب هو الناطق بلسان مشاعره، والمُعبِّر عن أحاسيسه؟!.
حقًّا لقد استبشرت اللغة العربية بقدوم ابنها البار، وهي تأمل منه أن يمسح آلام العقوق التي ملأت قلبها منذ سنين طويلة.
لن أتحدّث عن اللغة العربية وما أصابها من هجر وعقوق أبنائها، فقد مللنا التشكِّي، فالكُتّاب والمُؤلِّفون من الغيورين على اللغة العربية ما انفكوا عن تصوير ما أصابها من حيفٍ وظلمٍ. لكنِّي أود في مقالي هذا أن أُقدِّم نموذجًا واقعيًّا عشق اللغة العربية، وفضّل العمل على الكلام، إنَّها الأستاذة الفاضلة نادية السيد، التي أفتخر بأنَّها إحدى طالباتي النجيبات، فقد شمَّرت عن ساعديها، وافتتحت مدرسة نموذجية في المدينة المنورة، أطلقت عليها مُسمَّى (مدارس الفصحى)، هذه المدرسة لها منهجٌ فريدٌ بين مدارسنا، إذ جعلت هدفها الأول هو غرس محبة اللغة العربية في قلوب طالباتها، ثم جعلتها لغة التحدث، فالطفلة من الروضة تبدأ بالتحدث بها مع معلماتها وصويحباتها في الفصل وفي خارجه، وفي جميع المواد وليس في حصص اللغة العربية فقط.
فهي تقوم بتأهيل جميع المعلمات في جميع التخصصات، وفق برامج تدريبية تمكنهن من إجادة اللغة العربية كتابةً وتحدثًا.
استطاعت هذه المدرسة أن تجمع بين الأصالة والتجديد، ومواكبة العصر، فطالباتها أيضًا يُجدن اللغة الانجليزية، إضافة إلى معرفتهن بالتقنيات العصرية.
وليس الجديد في الأمر هو إجادة اللغتين فقط، بل ما غرسته في نفوس الطالبات من فخرٍ واعتزازٍ بلغتهن، فلا خلاف في أن نُعلِّم أبناءنا لغة أخرى بجانب لغتهم الأصلية، ولكن بعد غرس المحبة والاعتزاز باللغة الأم واتقانهم لها، وليس كالأمر الحاصل في ديارنا اليوم من إعلاء شأن اللغة الإنجليزية والتفاخر بها، وجعلها معيارًا لنجاح أبنائنا وفشلهم في حياتهم العلمية والعملية.
نتمنى أن تكون هذه التجربة الرائدة المتمثلة في مدارس الفصحى نموذجًا لجميع مدارسنا، وأن نستفيد من خبرات هذه المربية الغيورة على دينها ولغتها، ومن نجاح مدرستها، فلها مني عظيم الشكر ووافر الامتنان، ودعائي لها بالتوفيق والنجاح، وأن يعلي المولى مراتبها ودرجاتها في أعالي الجنان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store