حافز .. الذي ليس بحافز

حافز هذه الكلمة التي أصبحت منتشرة بيننا مؤخرّا بسبب ارتباطها بالدعم المالي الذي يُعطى لمجموعة من الشباب والشابات ممّن لايوجد لديهم عملٌ ثابت يوفّر لهم أسباب الرزق . نحن هنا سنتوقّف لمناقشة مدى توافق كلمة "حافز"مع المعنى الحقيقي للتحفيز.
التحفيز في الواقع يطلق على الدفع والتحريك للأمام ، أي الفعل الذي يدفع الإنسان بالقول أو الفعل أو الإشارة إلى التحرّك والتقدّم لسلوك أو عمل أفضل .
إذن فالتحفيز هو كلّ ما ينمّي الدافعيّة ويقود إليها ،ويحرّض على القيام بعمل ما ..
وهكذا وانطلاقاً من هذا المعنى نتساءل عمّا يجعل "حافز"الذي نعرفه ينتمي إلى عائلة "التحفيز" التي تمّ ذكرها ؟..
في الواقع أنّ "حافزنا" يعني فقط دخلاً شهريّا يصل إلى أيدي عدد من العاطلين والعاطلات لفترة محدودة من الزمن . وهذا المال يسدّ بعض حاجاتهم ، ويغنيهم عن العمل - الذي هو غير متوفّر- لفترة من الزمن ..
هو إذن مالٌ يأتي بدون جهد ، إلاّ ذلك الجهد الذي تتطلّبه تحديثات المعلومات المطلوبة من حينٍ لآخر .
إذًا ماالذي يجعل "حافز" هذا يكون حافزاً بمعنى الدفع والتحريض والتحريك لعمل شئ ما ..؟...
في الواقع فإنّ "حافز" حسب علمي لا يشجّع على العمل ..ولايدفع إليه ، لا بل إنّه يشجّع على البطالة ..
إن كان القصد من "حافز" مساعدة العاطلين ، وإعانتهم على تحسين أوضاعهم ، فهذا شئ جيّد ، ولكنه بالتأكيد لن يكون حافزًا لهم على العمل ، مادامت فرص العمل أصلاً قليلة أو غير متوفّرة، .
"حافز " بشكله هذا ليس علاجًا للبطالة ، بل هو في الواقع نظامٌ يشبه نظام إعالة العاطلين المعمول به في بلاد العالم المتقدّمة ، ولكنّ ذلك يستمرّ لفترة طويلة ،وليس كـ " حافزنا"المؤقّت ..
المفترض أن يكون "حافز" برنامجًا تدريبيّا يتمّ فيه تدريب الشباب والشابّات على المهارات المطلوبة في ميدان العمل ،، التي لم تمكنّهم سنوات دراستهم الطويلة من تعلّمها في مدارسهم ، ترصد فيه مكافآت كبيرة للمتفوّقين منهم مما يدفع الشباب للالتحاق بهذه البرامج التدريبيّة ، والتي يتمّ بواسطتها توفير وظائف مناسبة لهم بعد إنهائها .. هذا أفضل بكثير من توزيع المال على العاطلين دون تدريب لهم أو تحفيز على التأهّل للعمل بالتدريب والتوجيه .
أخيرًا أقترح أن يتمّ تغيير اسم "حافز" لاسمٍ آخر أكثر مناسبة ، وإيجاد حوافز جديدة للشباب ، في مجالات التدريب المهني يستفيدون منها ،وتستفيد البلد من جهودهم .
هذا مجرّد رأي ... ومن يعارض هذا الرأي فله مطلق الحريّة في ذلك .
shams.mmod@gmail.com