Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ذات الجيش.. وقعت بها أحداث تنزلت بسببها سورة النور وآية التيمم

ذات الجيش.. وقعت بها أحداث تنزلت بسببها سورة النور وآية التيمم

ذات الجيش صحراء واسعة تدخل من ضمنها البيداء غرب ميقات أهل المدينة (مسجد الميقات) ويحدّها جنوبًا حمراء الأسد، وشمالًا بعض الجبال ومنها جبل يطلق عليه جبل النوم، وذات الجيش يخترقها وادي الجيش وهي أحد الح

A A
ذات الجيش صحراء واسعة تدخل من ضمنها البيداء غرب ميقات أهل المدينة (مسجد الميقات) ويحدّها جنوبًا حمراء الأسد، وشمالًا بعض الجبال ومنها جبل يطلق عليه جبل النوم، وذات الجيش يخترقها وادي الجيش وهي أحد الحدود الواردة في حِمى المدينة المنورة، وذات الجيش أحد المنازل التي بات بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند منصرفه من غزوة بني المصطلق، تلك الغزوة العظيمة التي تنزلت بها بعض سور القرآن الكريم مثل سورة النور وسورة المنافقون وآية التيمم، وأحكام كثيرة متنوعة. وكانت هذه الغزوة- غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع- مجالًا خصبًا للدراسات العليا، سواءً (الماجستير أو الدكتوراة) ولايزال المجال مفتوحًا؛ لأن بذات الجيش وقعت حادثة الإفك التي اتهمت فيها أم المؤمنين الطاهرة المطهرة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما وتنزلت براءتها في سورة تتلى إلى يوم القيامة، وهي سورة النور، ففي حديث عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرجت قرعتها استصحبها، فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي (نصيبي) فخرجت معه بعد نزول آية الحجاب، فحُملْتُ في هودج، فسرنا حتى إذا قفلنا ودنونا من المدينة، نزلنا منـزلًا ثم نودي بالرحيل، فقمت ومشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فلمست صدري فإذا عِقدي من جزع ظَفَارٍ قد انقطع، فرجعت فالتمسته فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذي كانوا يرحلون بي فاحتملوا هودجي فرحَّلوا على بعيري وهم يحسبون أني فيه لخفتي، فلم يستنكروا خفة الهودج وذهبوا بالبعير ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس فيه داع ولا مجيب، فتيممت منـزلي وظننت أنهم سيفقدونني ويعودون في طلبي، فبينما أنا جالسة في منـزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل من وراء الجيش، فلما رآني عرفني فاستيقظت باسترجاعه، فخمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما تكلمت بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ رحلته فوطئ على يديها، فقمت إليها فركبتها وانطلق يقود بالراحلة حتى أتينا الجيش بعد أن نزلوا في نحر الظهيرة، وافتقدني الناس حين نزلوا وماج القوم ذكري، فبينا الناس كذلك إذ هجمت عليهم فخاضوا في حديثي فهلك من هلك.. إلخ رواه البخاري، وفي سياق غزوة بني المصطلق ذاتها، وفي نفس الوقت التي فقدت عائشة عقدها نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد مسافة قصيرة.. وعندما لحقت عائشة رضي الله عنها بهم ذكرت في رواية لها القصة السابقة، وأضافت ........ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا.. قال أسيد بن حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ما أنتم إلا بركة لهم.. والبيداء التي ذكرتـها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مازالت بنفس الاسم، كما يرتب بعض المؤرخين تلك المسميات كما يلي: ذو الحليفة أي: المسجد الميقات (جزء من العقيق)، ثم البيداء، ثم ذات الجيش، وبعدها جبيلات مفرحات (ثنايا مفرحات).. وقد جاء ذكر (ذات الجيش) في أشعار المحبين، مثل:
لليلى بذات الجَيش دارٌ عرَفْتُها
وأُخرى بذاتِ البَينِ آياتُها سَطْرُ
وقَفتُ بِرَبْعَيْها فَعَيَّ جوابُها
فكِدْتُ وعَيْني دمعُها سَربٌ هَمْرُ
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store