رحمك الله يا أبا حذيفة

عبد الرحمن بارود اسم لامع في عالم الجهاد بالكلمة الصادقة والشعر القوي الذي يفيض حماسة واشتعالاً وحباً في الأرض المباركة وثقة في وعد الله عز وجل مهما طال الزمن وتباعد الحلم واشتد الكرب:بدر وحطيـن واليـرموك قادمة وعيــن جالوت في الآفاق تقتربهذي فلسطين يا من ليس يعرفـهـاكأن أحجـــارها القديسة الشهبطار البراق من البيت العتيق للأقصىوجبريل خيـــر الخلق يصطحبهنـا التـقى قــادة الدنيـا بقائدهم محمد ولــــه المعراج منتصبخـذ اللـواء فـأنت اليـوم صاحبه والوارثون له إخـــوانك النجبمقـدس أيهـا الأقصـى مقـدسـة حيفــا ويافــا وأم الفحم والنقبأفـعى الأفـاعي سيـوف الله قـد برقت فلن يظل لكم رأس ولا ذنبوالدكتور عبد الرحمن ليس كمثله إلا قلائل، فهو نابغة منذ الصغر ومجاهد في الشباب وفي الكبر. أودع السجن المصري إبان عهد عبد الناصر مع نفر ممن اعتقلوا لمبادئ حملوها، وقيم تمثلوها، وأحلام عاشوها. مكث في السجن سبع سنين بسبب تهم، وما كانت تهماً بل شامات حق زينت جبهة الرجل وزملائه الكرام. وأبو حذيفة قامة شعرية فذة ترفض بشدة ما أسماه البعض (سلاماً) وهو لا يعدو أن يكون (سرابا). كان ينادي باستمرار بالاستمرار في رفع راية المقاومة بلا كلل ولا ملل، فوعد الله مقضي لا محالة، وكلمته نافذة لا راد لها، وإنما يتمايز الناس بمدى رسوخ الإيمان في قلوبهم وانعكاسه في سلوكهم، ولو كان غيباً بعيداً يمله المستعجلون والمترددون ويهزأ منه المنافقون والتافهون. يا حمام السلام... عد يا حمام لا يفل الحسام إلا الحسام والتقيت بالدكتور عبد الرحمن في رحاب جامعة الملك عبد العزيز، وسعدت بوجوده في أكثر من لقاء في بيوت الأخيار والأبرار، فكانت في فيوضات شعره أرصدة هائلة تبعث على الطمأنينة بأن الأرض المباركة إلى خير، وأن قدسنا سيعود يوماً.. وعد يراه الصادقون قريباً، ويراه المخذّلون مستحيلاً. في كل مرة تستمع إلى أبي حذيفة تزداد قامته ارتفاعاً ومكانته شموخاً وصوته حماساً:سنوا السيوف لمن.. سنوا السيوف لكم ما ضاع بالسيف لا تأتي به الخطبرحم الله أبا حذيفة وألحقه بالصالحين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا.