Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

معهد الإدارة العامة نقطة مضيئة

تأسس معهد الإدارة العامة منذ أكثر من نصف قرن كجزء من عملية تحديث مؤسسات الدولة وتنظيمها التي اضطلعت بها الأمم المتحدة بالتعاون مع مؤسسة فورد استجابة لمبادرة من الملك فيصل يرحمه الله، ولعل ذلك التنظيم

A A
تأسس معهد الإدارة العامة منذ أكثر من نصف قرن كجزء من عملية تحديث مؤسسات الدولة وتنظيمها التي اضطلعت بها الأمم المتحدة بالتعاون مع مؤسسة فورد استجابة لمبادرة من الملك فيصل يرحمه الله، ولعل ذلك التنظيم وما صاحبه من تأسيس للمعهد من أهم الإنجازات التي يسجلها التاريخ للملك فيصل، ومنذ ذلك الوقت تعاقب على إدارة المعهد مجموعة من القيادات الإدارية المتميزة بدءاً بمحمد أبا الخيل ثم فهد الدغيثر وخلفه محمد الطويل وجاء بعده حمد السلوم وتبعه عبد الرحمن الشقاوي إلى أن تولى قيادة المعهد قبل بضعة أشهر معالي الدكتور أحمد الشعيبي.
تميز المعهد خلال هذه العقود بالمصداقية والحرفية والانضباط، وأصبحت الدراسة في المعهد تكاد تكون شرطاً من شروط حسن الأداء وارتقاء الموظفين، وبالإضافة إلى ذلك فلقد اضطلع المعهد بعدد من المهام الإضافية الاستثنائية التي لا يعرف عنها كثير من الناس، فالمعهد يتولى على سبيل المثال حفظ جميع الوثائق الهامة للدولة، كما تولى المعهد تنظيم دورات خاصة لتدريب الشباب على بعض وظائف القطاع الخاص وقد اشتركت في وقت من الأوقات في لجنة استشارية لتقويم برامجها بالتعاون مع إدارة المعهد، ومازالت هذه الدورات تعتبر من أفضل البرامج التدريبية بدليل إقبال الشباب عليها وإقبال أصحاب العمل على توظيف خريجيها، وفي السنوات الأخيرة أنهى المعهد بنجاح مهمة تأسيس مركز لقياس الأداء في الأجهزة الحكومية وأشرف على إدارته وتشغيله مدة خمس سنوات، والآن يتولى المعهد العمل على تأسيس مركز لتدريب القيادات الإدارية العليا في الدولة واستكشاف الكفاءات المؤهلة للقيادة من فئات الإدارة المتوسطة.
كل هذه المبادرات والإنجازات ينفذها معهد الإدارة العامة بصمت وهدوء وهي سمة كرّستها شخصيات القيادات التي تعاقبت على إدارة المعهد، وأحسب أن هذا الأسلوب قد كان واحداً من عوامل نجاح المعهد في ما أداه من مهام.. في حوار جمعني مع معالي الدكتور أحمد الشعيبي وعدد من أساتذة المعهد عبرت لهم عن إعجابي بإنجازات المعهد ولكنني في الوقت ذاته تحدثت عن هاجس في خاطري وهو الخشية على المعهد من الانغلاق والانعزال عن البيئة العلمية والفكرية محلياً وعالمياً، فأنا لا أشهد للمعهد صيتاً في التعاون مع كبريات الجامعات والمعاهد الوطنية والدولية، ولا أسمع له صوتاً في تنظيم المبادرات الخلاقة وإطلاقها في المجتمع الإداري في المملكة، ولا أشهد له دوراً بارزاً في الحوار الوطني حول بعض القضايا الأساسية مثل العمالة والفاعلية في الأداء، ولا ألمس له حضوراً في البحث العلمي في مجال الإدارة وما قد ينبني على ذلك من نظريات أو توجهات جديدة.
لعل معالي الدكتور الشعيبي ينظر في بعض هذه القضايا ويجد فيها مجالاً خصباً لإحداث قفزة نوعية في نشاط المعهد ومساهمته في الحركة الفكرية والإدارية في بلادنا.
للتواصل : afcar2005@yahoo.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store