Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الطاقة الذرية خطوة رائدة في اتجاه تكامل التقنيات الاستراتيجية بالمملكة

أثلج قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله بتأسيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة وتكليف ثلاثة من أبرز علماء المملكة للاضطلاع بمهامها الوطنية صدور المواطنين وكل المحبين للمملكة والمنصفين من المتابعين للتطور العلمي والتقني في المملكة بقيادة الملك عبدالله الذي يتبنى الرؤية الاستراتيجي

A A
أثلج قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله بتأسيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة وتكليف ثلاثة من أبرز علماء المملكة للاضطلاع بمهامها الوطنية صدور المواطنين وكل المحبين للمملكة والمنصفين من المتابعين للتطور العلمي والتقني في المملكة بقيادة الملك عبدالله الذي يتبنى الرؤية الاستراتيجية في الترقي بالمجتمع السعودي نحو مجتمع المعرفة في قرن اقتصاديات المعرفة التي عمادها : رأس المال الفكري ، توفر البنية التحتية المتخصصة والمعلوماتية ، توفر منظومة الابتكار ، وتحديد مشروعات وطنية متخصصة فاعلة في إحداث النقلة المعرفية المأمولة كمثل مشروع الطاقة الذرية للاستخدامات السلمية في هذه الحالة. وتأسيس مدينة الملك عبدالله تشكل من هذه المنطلقات حلقة من حلقات التكامل التقني اللازم للنهوض بالمملكة إلى مجتمع المعرفة طبقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين ، كما ويمثل في ذات الوقت مصلحة مشتركة للدول المنتجة والمستهلكة للبترول ، إذ يمكن الاستفادة من البترول الذي كان يستهلك محلياً في توليد الطاقة الكهربائية وفي تحلية المياه ، يمكن الاستفادة منه من قبل المملكة في الصناعات التحويلية البترولية ذات العائد المضاعف أضعافاً كثيرة مقارنة بسعر الزيت الخام ، كما أنه يصب في ذات الوقت في مصلحة الدول المستهلكة للبترول لتوفر المزيد من الزيت الخام للتصدير.وفي تقديري تتخطى الأهمية الاستراتيجية لقرار خادم الحرمين الشريفين حدود المملكة إلى إطار الوطن العربي إن جازت التسمية ، إذ أن الاستفادة السلمية من الطاقة الذرية ظلت حلماً يراود المواطنين العرب في غير ما دولة عربية في عدد من المحاولات لعل أولها كانت التجربة المصرية التي بدأت عام 1955م حيث تم في تلك السنة تشكيل لجنة الطاقة الذرية المصرية للاستخدام السلمي للطاقة الذرية ، وتلا ذلك اشتراك مصر عام 1957 كعضو مؤسس في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وتتابعت المحاولات لغاية العام 2002م لإنشاء محطة نووية بمصر لتوليد الكهرباء بقدرة 900 ميغاوات بالتعاون مع الصين ، مروراً بتجربة الجزائر المتواضعة والتي اقتصرت على صور للتعاون مع بعض الدول مثل ألمانيا والأرجنتين وكوريا الشمالية وباكستان لإنشاء مفاعلات بحثية نووية ، وانتهاءً بتجربة العراق المأساوية. وعلى الرغم من كل ما يحيط بنا من مخاطر فإن توفيق الله تعالى ثم حنكة القيادة الرشيدة بالمملكة ستضمن للمشروع الطاقة السلمية الاستمرارية والتحول إلى أول أنموذج عربي ناجح يحتذى . يعتمد عصر اقتصاد المعرفة في القرن الحادي والعشرين على عدد من التقنيات الاستراتيجية التكاملية للنهوض بالشعوب والدول إلى مجتمع المعرفة من أهمها : التقنيات متناهية الصغر ( النانو ) ، التقنيات الحيوية ، تقنيات الطيران والفضاء والأجيال الجديدة من تقنيات الدفع الصاروخي على وجه التحديد ، تقنيات الروبوت ( الرجل الآلي ) ، تقنيات الذكاء الاصطناعي ، تقنيات المجسات ، وتقنيات الأجيال الجديدة من المواد المتطورة ... الخ وتأخذ كل دولة من دول العالم ضمن خططها الاستراتيجية بأنسب هذه التقنيات لها ولتوجهاتها التطويرية والتنموية التقنية. يشجعنا القرار الحكيم لخادم الحرمين الشريفين ملك العلم والمعرفة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تأسيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة إلى التطلع لدخول المملكة إلى مجالين استراتيجيين متكاملين مع مجال الطاقة الذرية والمتجددة ولا يقلان عنها أهمية استراتيجية يهدفان لتوفير المزيد من الأمن والازدهار للمملكة العربية السعودية : أولهما هو لحاق المملكة بعصر تصنيع الصواريخ الدفاعية وتطوير قدرات المملكة في مجال تقنيات الصواريخ الدفاعية وتقنيات الدفع الصاروخي بدايةً لحماية مكتسبات المملكة بالاعتماد على الذات بعد قوة الله وحمايته ، فالقوة الرمي كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . أما ثانيهما فهو استثمار الطاقة الاقتصادية الكامنة - لرؤية خادم الحرمين الشريفين - للتفعيل الاقتصادي لتقنيات النانو من خلال تأسيس هيئة وطنية للتفعيل الاقتصادي لتقنيات النانو بالمملكة هدفها الرئيس العمل على إحداث نقلة اقتصادية كبرى تعتمد على تقنيات النانو تضع المملكة خلال عقد من الزمان في قائمة أفضل 10 دول قدرةً على الاستفادة من العملية التطبيقية الاقتصادية لتقنيات النانو وما يترتب على ذلك من المزيد من الاستقلالية التقنية للمملكة وتنويع مصادر الدخل فيها وزيادة الدخل بالمملكة بمئات المليارات من الدولارات لتأخذ بنصيب وافر من سوق منتجات النانو العالمية التي ستبلغ خانة الترليونات من الدولارات في القريب المنظور بإذن الله ، وتوفير الوظائف النوعية لعلماء المملكة ومهندسيها ، وتوسيع آفاق مشاركة القطاع الخاص بالمملكة في هذه النهضة العالمية الواعدة إلى جانب المجتمع البحثي الأكاديمي بالطبع ، والله أسأل أن تكون الريادة في هذه التقنيات الثلاث المتكاملة ضمن منجزات خادم الحرمين الشريفين وفي ميزان حسناته يشكرها الله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، ويسطرها التاريخ له بمداد من الفخار .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store