Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التعليم العالي .. في عالم متغيّر

كتبت السيدة باربارا أشنكر Barbara Ischinger مديرة إدارة التعليم بمنظمة التنمية الاقتصادية والتعاون، مقالا بعنوان: (التعليم العالي في عالم متغير).

A A
كتبت السيدة باربارا أشنكر Barbara Ischinger مديرة إدارة التعليم بمنظمة التنمية الاقتصادية والتعاون، مقالا بعنوان: (التعليم العالي في عالم متغير). لا شك أن التعليم العالي لدينا كذلك يمرّ بهذه المرحلة، ويستلزم منّا أن ننظر دومًا إلى تلك المتغيّرات بعين فاحصة وحذرة، وسأورد هنا بعضًا من النقاط التي طرحت في المقال وأربطها بواقعنا الحالي الداخلي ما أمكن:
1- تقول السيدة أشنكر: في ألمانيا تشتد المنافسة لاستحداث جامعات ذات جودة عالية وتثير الكثير من الجدل، كما تتواصل مثل هذه النقاشات في فرنسا، أما في بريطانيا فتدور حوارات حول التعليم بصفته منفعة عامة، وكذلك حول الكليات بصفتها مشروعات تتماشى مع توجّهات السوق. "وأقول": إن هذا ما نواجهه من تحدٍ حيال استحداث جامعات جديدة ذات مستوى عال ومميز، بحيث تلبي حاجاتنا المناطقية لقيام مؤسسات التعليم العالي مع ضمان وجود الحد الأدنى من معايير الجودة قبيل وبعد افتتاحها.
2- تؤكد السيدة أشنكر أن إصلاح التعليم عملية تتخطى كثيرا مسألة التمويل المالي، أو تحويل المؤسسات التربوية إلى مراكز ريادة أعمال. لأنها في الواقع تتعلق ببلورة عقد اجتماعي جديد يضم بين دفّتيه سائر الأطراف ذات العلاقة من غير الحكومات والمدرسين والطلبة. "وأقول": كما ذكرت في مقال سابق إن مفهوم الشراكة المجتمعية، يتخطى التمويل والدعم المالي، إلى إيجاد تحوّل حقيقي أكبر وأشمل وأعمق مما نحدده هذه الأيام لمفهوم هذه العلاقة بين الجامعات والمجتمع.
3- تؤكد السيدة "أشنكر" أن جودة التعليم في مؤسسات التعليم العالي، وما يتعلق بتلبيتها للمتطلبات المحلية، بحاجة إلى بلورة، فهم أفضل للكيفيات المختلفة التي نقيّم على ضوئها الجودة. كما تؤكد على أن السعي لقياس كفاءات الطلبة وقدراتهم، فيما يتصل بالدراسة في التعليم العالي ربما يعتبر أكثر الأدوات موثوقية، ويشابه ذلك ما عمدت منظمة التنمية الاقتصادية والتعاون إلى إنجازه بشأن التقييم الدولي الخاص بمعرفة القراءة والعلوم والرياضيات للطلبة والمعروف بـ PISA. "وأقول": إننا مطالبون، وكما أكدتُ وغيري، على أن نجعل من الطالب وقدراته واستيعابه "المحور الأساس" لكامل العملية التعليمية من البداية وحتى ننتهي إلى تقييمها، والتأكد من مدى جودتها. لذلك دعونا نرفع شعار "الطالب أولا وأخيرا" لعملية تعليمية قوية ومثمرة.
4- تستمر السيدة أشنكر في تعزيز دور الطلبة وغيرهم في العملية التعليمية ومخرجاتها قائلة: إن من السبل الإيجابية دراسة الأحكام الصادرة عن المستفيدين من التعليم العالي حول جودة التعليم. والمستفيدون بشكل أساس هم الطلبة ومن بعدهم أولياء أمورهم وأصحاب الأعمال الذين سوف يعمل لديهم أولئك الطلبة بعد تخرجهم. "وأقول": إننا حقيقة أصبحنا في عالم متغيّر متجدد يجعل للطالب ووالديه ولرب العمل الدور الأساس في تقويم مدى نجاح العملية التعليمية! لذلك أصبح لزامًا علينا أن نتفاعل مع كل ذلك بإيجابية، وما يستوجبه ذلك من القبول وعدم التوتر حيال تقويم العملية التعليمية وجودة مخرجاتها!
وبعد: إننا حقًا في عالم متغيّر، لم ولن يستثنى من آثاره حتى مؤسسات التعليم العالي، ونحن هنا، نأمل أن تتفهم المراجعات المستمرة والديناميكية لخطة "آفاق" كل تلك المتغيرات، وأن تتعامل معها كما يجب. كما أن هذا الوضع والمتغيّرات، التي يجب أن نستوعبها جيدا، يفرضان علينا جميعا أن نضع في الحسبان ألا نستثني أحدا من الشركاء المؤثرين في تطوير الخطط والإستراتيجيات، وأهمّ هؤلاء الشركاء هم الطلبة وأولياء أمورهم وأرباب الأعمال، لأنهم هم المستفيدون الأساسيون من "آفاق".. وبالله التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store