الحرس الوطني.. والشؤون الخاصة

الحرس الوطني ليس مجرد مؤسسة وطنية، بل هو منبع فكر وحضارة، هو مدرسة ترافق الشمس في حضورها كل يوم لتعلم الأجيال دروس الخير والعمل الصالح، هو كما أراده بانيه وأول من حمل لوائه خادم الحرمين الشريفين أبو متعب - حفظه الله ورعاه -.
في تدشين مشروع مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الإنسانية والمتعلق برعاية مرضى غسيل الكلى، كان الحرس الوطني حاضرًا متأهبًا ومستعدًا كيف لا ومن يناديه هو عبدالله.
وبلسان سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب وزير الحرس الوطني وحامل اللواء، حيث قال: إن الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني ساهمت بالدعم والخبرة لهذه المشروعات الإنسانية ويكفي أن نعلم أن من يتولى إدارتها الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي المشرف على العيادات الملكية لنكتفي بالوصف ذكرا، حاول ما استطاع متعب أن يختصر الحروف بطبيعته المتواضعة وإيمانه المطلق أن الواجب لا تتحدث عنه الألسنة بل الواقع والإنجازات، هي سمات الرجل العسكري حين يصدح النداء، يلبيه ويختصر كل الكلمات ليترجمها إلى واقع ملموس يراه الناس، كيف وهذا الواقع هو خير وصلاح وعناية لمرضى ابتلاهم الله عز وجل ولكن رب رحيم حليم عطوف ابتلاهم من هنا وهيأ لهم من جنده من يساعدهم ويرعاهم ويعينهم.
في القصة من بقية، فالرواية لا تكتمل فقط بجنود العسكرية والشرف الوطني، فهناك أيضا في محيط عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - جنود وإن لم يرتدوا البدلة العسكرية إلا أنهم نهجوا على درب العمل الدؤوب لينفذوا طموحات وأمنيات قائد الوطن، فمعالي الأستاذ إبراهيم بن عبدالعزيز العيسى رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين أبى صمته وعمله إلا أن يكتبا سطرًا في عمل الخير وتوفير الدعم الذي يحتاجه إصلاح الناس ورعاية شؤونهم، فإدارة الشؤون الخاصة في مكتب خادم الحرمين الشريفين هم أكثر من يعلم كيف يكون يوم الملك، وكيف يكون يوم عبدالله الإنسان، هم يعلمون كيف يكون رضا مليكهم وكيف به ينالون رضا ربهم.
ما أروعك من وطن وليس استغرابا لأن أرضا بارك الله فيها استجابة لدعوة خليله، وأرض مشى عليها حبيبه المصطفى وتحتضن جسده الطاهر صلوات ربي عليه وسلامه، لأن أرضًا بأمر الله رايتها راية التوحيد، أرضا عليها بيت الله وحرمه يأتوه الناس من كل فج عميق، أرض يحكمها خادم الحرمين الشريفين، كيف إذًا نستغرب أن تكون عليها ومنها منابع الخير والصلاح؟ كيف تكون غريبة افعالهم وقدر كان بأمر الله أن اختارهم قادة وحكاما لها.
عذرا أبا فراس فإني والله أحبك لكنك لم تعهد شعبا يقوده أبومتعب:
بلادي ما جارت علي وأنا فيها العزيز
وأهلي كرام ليس منهم من بي يضن
alharbit@gmail.com