Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل الكذب والعنصرية على تويتر جريمة؟

من المقلق جداً أن نعرف أن عدد مستخدمي تويتر في السعودية بلغ حوالى 5 ملايين مستخدم يطلقون قرابة 5 ملايين تغريدة يومياً..

A A
من المقلق جداً أن نعرف أن عدد مستخدمي تويتر في السعودية بلغ حوالى 5 ملايين مستخدم يطلقون قرابة 5 ملايين تغريدة يومياً.. جزء كبير من هؤلاء المستخدمين دخلوا تويتر دون أن يكون لديهم أي سابق معرفة بما ينبغي وما لا ينبغي عليهم نشره أو إعادة نشره على هذه الوسيلة. ومع أنه من الطبيعي أن يتضمن هذا العدد الضخم من التغريدات الغث والسمين، إلا أن هناك الكثير من الممارسات السلبية التي انتشرت لدينا بشكل لم يعد من المقبول مواصلة السكوت عنها، خاصة أن هذا السكوت أعطى انطباعاً لدى ممارسيها وغيرهم بأنها مقبولة وشجع المزيد من الأشخاص على ممارستها.. ومنها على سبيل المثال الكذب والعنصرية.
بالنسبة للكذب فالأمثلة عليه كثيرة جداً ويصعب حصرها، وآخرها ما تم تداوله على تويتر حول انفجار بركان عكوة وإخلاء السكان بجازان، ورسالة كاذبة منسوبة لمدير المركز الوطني للزلازل عن هزة أرضية ستتعرض لها المنطقة، وكذلك انتشار رسالة تحذر من تسونامي بالمنطقة الشرقية تم نفيها من قبل الدفاع المدني، وتداول صورة مزعومة على أنها لفتاة مفقودة بالدمام قيل أنها وجدت مقتولة في الأحساء.
أما العنصرية بكافة صورها فهي تنتشر بشكل أصبحت معه شيئاً مألوفاً على تويتر، ولدي أمثلة كثيرة للغاية لن أذكرها هنا ترفعاً واحتراماً للقراء وسأكتفي فقط بذكر معاناة واحدة لمستخدمة سعودية مع العنصرية قيل لها مراراً وتكراراً على تويتر "عبدة" مما دفعها لفتح هاشتاق مناهض للعنصرية هو #العبدة. ورغم رفعها لدعوى قضائية ضد إحدى من نعتنها بذلك، الا أن طول الإجراءات وتعقيداتها أصابها بالإحباط.
الكذب والعنصرية على تويتر موجود في معظم دول العالم.. الفرق هو في درجة انتشاره ومدى وجود قانون صارم يجرمه ومجتمع يرفضه وينبذه. وللأسف فانه ليس لدينا أي نظام يجرّم الكذب والعنصرية على شبكات التواصل بدليل انتشارها الكبير عياناً بياناً، كما أن مجتمعنا يمر مرور الكرام على تلك الممارسات بل ويشجع كثيراً منها خاصة تلك المتعلقة بالعنصرية.
ومن باب المقارنة فقد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية مقالاً بعنوان "هل الكذب على تويتر جريمة؟" حذر كاتبه المستخدمين من نشر الأكاذيب أو إعادة نشرها خاصة خلال الكوارث، مستشهداً بنص صريح لقانون أمريكي يجرم ذلك يقول:
"يعتبر الشخص مذنباً من الدرجة الثالثة في حالة نشره لمعلومات مضللة يعرف عند نشره لها أنه لا أساس لها من الصحة.. ومن ذلك التحذير الكاذب من حدوث مزعوم أو وشيك لجريمة أو كارثة بشكل يمكن أن يتسبب في إرباك أو إزعاج الناس".. ليس هذا فحسب، بل إن القانون الأمريكي يعتبر مجرد ادعاء الشخص كذباً أنه "بطل حرب" جريمة.. وهذا ما نسميه نحن على تويتر "مهايطة" أو انتحال صفة غير حقيقية.
أما العنصرية فان القانون في الغرب لا يتساهل حيالها أبداً. ومن أمثلة ذلك الحملة المكثفة التي قامت بها الشرطة البريطانية ضد بعض جماهير كرة القدم الذين استخدموا عبارات عنصرية على تويتر ضد لاعبي الفرق المنافسة. ومن نتائج تلك الحملة صدور حكم على شاب بالعمل سنتين في خدمة المجتمع بدون مقابل ودفعه لغرامة قدرها 150 جنيهاً استرلينياً وذلك بسبب نشره شتائم عنصرية على صفحة مهاجم فريق ليفربول السابق ستان كوليمور. قارنوا ذلك بالعبارات العنصرية العلنية المتتالية التي تطال لاعبي فرقنا السعودية على المدرجات والفضائيات وشبكات التواصل.
لقد تجاوزت ممارسات الكذب والعنصرية لدينا على الإنترنت كل حدود، واستمرار الصمت عليها من قبل الجهات المعنية سوف يلحق أضراراً كبيرة بالمجتمع لا تحمد عقباها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store