Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل يمكن مقاضاة من يقوم بأعمال السحر؟

هل يمكن مقاضاة من يقوم بأعمال السحر؟

هل يمكن معرفة الأشخاص الذين يقومون بعمل السحر؟ وكيف يمكن إثبات ذلك؟ وإذا كان يمكن إثبات التهم تجاه آخرين فهل يمكن رفع دعاوى عليهم في المحاكم أو تقديم بلاغات ضدهم لدى أقسام الشرطة؟

A A

هل يمكن معرفة الأشخاص الذين يقومون بعمل السحر؟ وكيف يمكن إثبات ذلك؟ وإذا كان يمكن إثبات التهم تجاه آخرين فهل يمكن رفع دعاوى عليهم في المحاكم أو تقديم بلاغات ضدهم لدى أقسام الشرطة؟ وكيف يمكن التفريق بين أعمال السحر والأمراض النفسية التي أصابت كثيرًا من الناس في الوقت الحالي؟ قضية (الاتهام بعمل السحر) تناقشها (المدينة) من خلال متخصصين في ثنايا التحقيق التالي:
بداية قال المحامي والمستشار القانوني سلطان بن مزاحم: إن قضايا السحر والشعوذة معروفة منذ القدم وهي مقررة في غالب الأديان، وغالب الأنظمة، وهي من أذية الغير ومجرمة في الإسلام وفي النظام السعودي أيضًا، وأضاف ابن مزاحم: إنه حين يتهم شخص آخرين بإيذائه بالسحر تقام هنا إجراءات التقاضي فعليه تقديم البينة لأن البينة على من ادعى، وأشار ابن مزاحم أن هيئة الأمر بالمعروف هي من تتولى هذه القضايا في الغالب، مؤكدًا أن لديها القدرة على كشف قضايا السحر وأنها أثبتت كفاءتها في مثل هذه القضايا، وأشار ابن مزاحم أن هيئة الأمر بالمعروف حين تستقبل مثل هذه البلاغات تقوم بمراقبة هذا الساحر، ولديها من الكفاءات من يستطيع أن يقوم ويتابع مثل هذه القضايا، وإن تحققت الهيئة بكونها جهة ضبط واستدلال فإنها تحيل القضية إلى جهة التحقيق والادعاء العام لفحص بعض الأدلة، وفي الغالب تعتمد جهة الادعاء العام على التقارير الصادرة من هيئة الأمر بالمعروف لأنها تكون صادرة من جهة اختصاص ومحصت بشكل كبير، وإن ثبت هذا الاتهام يرحل المتهم بلائحة ادعاء عام إلى المحكمة الشرعية، ومن ثم تقرر المحكمة الشرعية ما إذا كان العمل الذي قام يدخل ضمن أعمال السحر وبالتالي يقام عليه حد القصاص، أما إن كانت أعمال شعوذة فإنه يقام عليه الحكم بالتعزير، أما عن الأشخاص المتعاونين مع الساحر للقيام بأعمال سحر ضد بعض الأشخاص فإن إثبات التهم ضدهم إما يكون بالإقرار، أو بتحدث الجن على لسان الإنسان خاصة إذا ثبت صدقه في تحديد أماكن السحر، موضحًا أنه لا بد بعد الاتهام بمراقبته وإثبات ذلك عليه بشواهد.
من جانبه تساءل إمام وخطيب جامع أم الخير بجدة الشيخ صالح الجبري، كيف يمكن إثبات تهمة عمل السحر على أحد من الناس؟ وكيف نعرف أن فلانًا قام بعمل هذا السحر؟ وأكد الجبري أنه لا يمكن إثبات عمل السحر من خلال كلام الجن لأن فيهم الصادق وفيهم الكاذب، ولا نستطيع أن نتبين حقيقة الأمر، وعن تحديد مكان السحر من قبل بعض الجن وصف الجبري هذه الحالة بالنادرة جدًا، ولاحظ الجبري من خلال تجربته أن هناك تداخلًا بين بعض الأمراض النفسية وبين بعض أعمال السحر والعين والمس، ويرى الجبري أن الإنسان إذا واجه مثل هذه الأمور فعليه أن يتجه أولًا ناحية الطب المادي التجريبي، فإن فشل أو لم يستطع أن يصل إلى نتيجة يمكن أن يتجه بعد ذلك إلى الرقية الشرعية، وأضاف الجبري: إن الفصل في مثل هذه القضايا فيه شيء من الصعوبة إلا أنه أكد على أولوية الطب المادي قبل اللجوء إلى الرقية الشرعية والبحث عن مشكلة تكون سببها العين أو عمل السحر، مبينًا أن الجمع بين الاثنين لا يضر، وقال الجبري: إن هناك حالات يتم فيها إلقاء تبعات الفشل في الحياة على مثل هذه الحالات فيتم اتهام بعض الأقارب أو الناس المحيطين بالشخص بأنهم سبب في العين أو الحسد إلا أنه أكد على وجود حالات لـ(العين) مصداقًا لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: «أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله و قضائه و قدره بالأنفس»، أي: بالعين، مضيفًا: إن العين يمكن أن تتسبب في انتحار الشخص كما قال عليه الصلاة والسلام: «إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى، حتى يصعد حالقًا ثم يتردى منه»، وأوصى الجبري بالمحافظة على الأذكار في الصباح والمساء وعند النوم، مؤكدًا أنه سلاح قوي جدًا في مقابلة الشياطين والعين والسحر.
الشنبري: اتهام آخرين بعمل سحر من خلال
نطق الجن لا يمكن أن يؤخذ به شرعًا
ومن جانبه قال الشيخ حسن الشنبري أحد الرقاة الشرعيين: إن أمور السحر والعين من الأمور الخفية، وليست ظاهرة أمام الناس حتى يمكن أن يروها أو يشهدوا عليها، وأوضح الشنبري أنه حتى لو تكلم الجن على لسان الإنس واتهم آخرين بعمل سحر فإنه لا يمكن أن يؤخذ بكلامه شرعًا، لأنه فاسق ومن فسوقه دخوله في الإنسان وإيذائه له، وأكد الشنبري أن هذه من الأمور الغيبية وبالتالي لا يمكن إثباتها على أحد من الناس في المحاكم أو في أقسام الشرطة، وعن تحدث الجان بوجود السحر في مكان ما قال الشنبري: إن الغالب على الجن أنهم لايصدقون، وإذا حدث وأن وجدوا ذلك السحر فإنه قد يكون هو من قام به ويريد أن يوقع بين الناس فيرمي التهمة على أشخاص آخرين، وكشف الشنبري أنه في حالات كثيرة يوجه الشيطان التهم على آخرين للوقيعة بين الناس، مؤكدًا أنه لا يمكن التعويل على كلام الشيطان لأنه ووفقًا لحديث النبي عليه الصلاة والسلام «كذوب»، وبالتالي فإنه لا يمكن إثبات تهمة عمل السحر في المحاكم على أحد من الناس لأن القاضي سيطالبه بالدليل ولا يمكن أن يأخذ القاضي بكلام الجن، واستثنى الشنبري حالة واحدة هي إذا ما عرف الساحر فيبلغ عنه ويمسك به متلبسًا بجرمه، وبالتالي يحقق مع الساحر، موضحًا أن الساحر لا يعنيه أن يؤذي شخصًا بعينه وإنما هو يمارس سحره لمن يدفع له مقابل مادي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store