Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اليمن.. قراءة في الواقع السياسي

أقرت اللجنة الرئاسية في اليمن -وفق بيان وكالة الأنباء اليمنيةـ مشروع تحويل الجمهورية اليمنية إلى دولة اتحادية فيدرالية مكونة من ستة أقاليم وهي: إقليم حضرموت وعاصمته المكلا، ويضم محافظة المهرة وشبوة وج

A A
أقرت اللجنة الرئاسية في اليمن -وفق بيان وكالة الأنباء اليمنيةـ مشروع تحويل الجمهورية اليمنية إلى دولة اتحادية فيدرالية مكونة من ستة أقاليم وهي: إقليم حضرموت وعاصمته المكلا، ويضم محافظة المهرة وشبوة وجزيرة سوقطرى، علاوة على محافظة حضرموت. وإقليم عدن وعاصمته عدن، ويضم محافظة عدن، وأبين، ولحج، والضالع. وإقليم سبأ وعاصمته مأرب، ويضم محافظة الجوف ومأرب والبيضاء. وإقليم الجند وعاصمته تعز، ويضم محافظتي تعز وإب. وإقليم تهامة وعاصمته الحديدة، ويضم محافظة الحديدة وريمة والمحويت وحجة. وإقليم أزال وعاصمته صنعاء، ويضم محافظة صعدة وصنعاء وعمران وذمار.
كما تم الاتفاق على أن تكون أمانة العاصمة صنعاء مدينة اتحادية غير خاضعة لسلطة أي إقليم، على أن يتم وضع ترتيبات خاصة بها في الدستور لضمان حمايتها واستقلالها؛ واتفق على أن تكون مدينة عدن مدينة إدارية واقتصادية ذات وضع خاص، وتتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة.
بهكذا إجراء يكون اليمن قد أنهى أهم ملف سياسي، وإن كان ليس بالضرورة أن تكون جميع المكونات السياسية قد رضيت به، حيث وكما أعلن فقد تحفظ الحزب الاشتراكي على تقسيم الجنوب إلى إقليمين، ورفض مكون أنصار الله التوقيع باعتبار أن التقسيم بهذا الشكل لا يُلبي مطالب الجنوبيين بالدرجة الرئيسة، كما سيصنع مستقبلاً أزمة بين مختلف الأقاليم الاتحادية، وفي تصوري فإن قسما كبيرا من المنتمين للحراك الجنوبي يؤيدونهم في التوجه والرؤية.
على كل، وانطلاقًا من ذلك، أشير إلى أن القراءة الخاطئة لخريطة المشهد السياسي في اليمن تعد اليوم من أكبر الإشكالات التي يقع فيها عديد من المهتمين بتطورات الشأن اليمني، الذين ولجهل كثير منهم بحيثيات الشأن اليمني وتفاصيله، قد وقع فريسة سهلة للرؤى والتحليلات والأخبار التي يقدمها الإعلام المضاد، وعلى رأسها اليوم إعلام الإخوان المسلمين، الذين استأنسوا سياسة الهروب إلى الأمام، وعملوا على شيطنة الآخر المخالف بمختلف الصور، على أني لا أبرّئ الآخرين من ذات الأمر أيضًا، وإن كان وقعهم وتأثيرهم يظل خافتًا لدينا على أقل تقدير.
ما يدعوني إلى القول بذلك راجع إلى ما شاهدته من كتابات تعمدت قراءة انتفاضة جانب من مشايخ قبيلة حاشد، وعدد من أسرة آل الأحمر على أبناء الشيخ عبدالله، وكذلك اندلاع الصراع البيني بين أبناء قبيلة أرحب، على أنه ناتج عن تأثير إيراني، وبدعم من حزب الله اللبناني. ولعمري فإننا بقراءتنا هذه الخاطئة المؤدلجة نخدم تلك القوى أكثر ممّا ينبغي، ونبتعد عن قراءة المشهد بشكل سليم، وبالتالي نبتعد عن اتخاذ التدابير السليمة للتعامل معه بصورة إيجابية، وهو ما نحتاجه اليوم ليس على مستوى اليمن، وإنما على الصعيد الإقليمي بمجمله.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store