Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فرص استثمارية ثمينة.. ونماء المدينة!

كان مساء الثلاثاء الماضي مختلفا بكل المقاييس، إذ شهد تدشين «منتدى المدينة الاستثماري الأول» في المدينة المنورة، وشهد العديد من المفاجآت، وتمخض عنه العديد من المبادرات الاستثمارية، وكانت أمسية متميزة ب

A A
كان مساء الثلاثاء الماضي مختلفا بكل المقاييس، إذ شهد تدشين «منتدى المدينة الاستثماري الأول» في المدينة المنورة، وشهد العديد من المفاجآت، وتمخض عنه العديد من المبادرات الاستثمارية، وكانت أمسية متميزة بما حوته من أمور اقتصادية ومعلوماتية كانت محل الدهشة، ومع تلك الأمسية الرائدة يجدر الوقوف لإبداء بعض المرئيات، ومن ذلك:
موقع المدينة الاستراتيجي من الناحية الدينية والجغرافية يؤهلها لأن تكون موئلا للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال لتبني مبادرات عديدة، لعل من أهمها إنشاء مصانع لإنتاج هدايا يحملها كل من يقدم إلى هذه المدينة المقدسة عند كل المسلمين في أرجاء العالم، وهي المبادرة التي تم إطلاقها وحملت عنوانا:»صنع في المدينة»، وقد سبق لمعالي رئيس البنك الإسلامي للتنمية أ.د أحمد محمد علي أن ذكرها في محاضرته الشهيرة بمعيّة معالي أ.د محمد بن علي العقلا، والتي نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة عن اقتصاد المدينة بين الماضي والحاضر.
كانت الإحصائيات التي تم سردها أثناء حفل الافتتاح مدهشة إلى حد الذهول، وهي تؤكد بدون أدنى شك أن البيئة في المدينة المنورة مشجعة جدا؛ وفقا للتطور الهائل في عدد ساكنيها، والأعجب هي الأعداد الكبيرة من الوفود التي ستقدم إليها بشكل سنوي، مما يؤكد الجدوى الاقتصادية الكاملة لأي مشروع يقام أو مصنع ينشأ.
وبعد هاتيك الإحصائيات جاءت المفاجأة التي أعلن عنها سمو أمير منطقة المدينة، والمتمثلة في إنشاء شركة تحمل اسم «نماء المنورة»، وهي مملوكة بالكامل للدولة، على أن تستكمل جميع إجراءاتها النظامية بنهاية هذا العام على حد أقصى، كما تم تشكيل مجلس للاستثمار بالمنطقة مع إعداد برنامج لمبادرة «صنع في المدينة» لتعزيز قيمة المنتجات المصنوعة في هذه البقعة المباركة بما يعزز جودة المنتج الوطني المديني بحيث يكون قادرًا على المنافسة العالمية، وأشار سموه إلى أن الشركة ستقوم بإطلاق حزمة من البرامج التي تعزز دور المنشآت المتوسطة والصغيرة التي تشكل نحو 90% من الشركات المسجلة بالمنطقة.
إن وجود فرص استثمارية تم إعدادها مسبقا بلغت نحو 15 فرصة تم تهيئتها من قبل الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة -التي لا يفوتني أن أشكرها على تنظيم هذا المنتدى النوعي الهام- يعد عملا مهنيا رائدا، لتكون الكرة في مرمى أصحاب رؤوس الأموال؛ فهم لا حجّة لهم بعد ذلك في الاستثمار الخارجي وتهجير رؤوس أموالهم، والمفترض استغلال تلك الفرص بشكل سريع؛ «فالمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»، كما جاء في شعار هذا المنتدى.
والمرجو هو تقديم تسهيلات موازية لهذه الدراسات الاقتصادية؛ فرأس المال كما يوصف دائما (جبان)، بمعنى أن صاحبه يود اتخاذ جانب الحيطة والحذر؛ فالأنظمة أحيانًا تكون عائقًا أمام بعض المشروعات، وكم كان محزنًا أن تعلن إحدى الشركات الكبرى في الخليج انسحابها من الاستثمار في المملكة العربية السعودية، وعند التعليل ذكرت بالحرف الواحد: أن التسهيلات المقدمة لا تشجع على ذلك.
إن قيام مثل هذا المنتدى -الذي اختتمت فعالياته يوم أمس- بمبادراته ومشروعاته وورش العمل، التي أقيمت فيه وشارك فيها عدد كبير من المختصين، يمثل نقطة انطلاق لاستثمار الكنوز التي تحتويها مدينة المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بأنواعها المختلفة: النفطية والأثرية والتاريخية والسياحية والبحرية، فهي بحق أشبه ما تكون بالكنز، الذي يفترض الإفادة منه، فهو لم يعد مفقودًا، وأتحفظ كثيرا على من أطلق هذه اللفظة على كنوز طيبة الطيبة.
والمرجو أن يكون هذا المنتدى نواة لمنتديات قادمة، وجميل أن يوسم بأنه الأول، مما يعني ضمنا أنه سيتبع بثانٍ وثالث إن شاء الله، ولعلها فرصة مواتية لانتقال هذه الفكرة إلى باقي مناطق مملكتنا الغالية، فبلادنا حاضنة الإسلام ومصدر مهم للتاريخ ومنبع للآثار وبخاصة النبوية منها، وفيها العديد من المكنونات التي يفترض استثمارها بشكل صحيح، وحينها يقل اعتمادها على النفط بشكل واضح، فالصناعة والسياحة رافدان لا يُستهان بهما، وتنميتهما والعناية بهما وتشجيعهما عمل اقتصادي مؤثر يثبت النظرة البعيدة لمستقبل واعد بإذن الله، فهل يتحقق الرجاء؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store