Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إلى “جابر”. . ولكل المبتعثين !

(جابر عبده المرحبي)، مبتعث سعودي، لا أدري أين هو في أرض الله الواسعة، ولا أي تخصص يدرس! لكنه أطلق صرخة ملؤها الألم في صحيفة عكاظ (العدد: 4609 يوم الأربعاء 28/03/1435 هـ ).

A A
(جابر عبده المرحبي)، مبتعث سعودي، لا أدري أين هو في أرض الله الواسعة، ولا أي تخصص يدرس! لكنه أطلق صرخة ملؤها الألم في صحيفة عكاظ (العدد: 4609 يوم الأربعاء 28/03/1435 هـ ). ملخص بعض ما كتب جابر بالنص هو:
•أود هنا ان أُذكّر بأننا في بلاد غربة، فالغريب يرى الديار بعين غربته لا بعيونكم أنتم.
•لو سهرتم الليالي تعملون على إنهاء بحث دراسي بلغة مكتسبة . . . لعلمتم ما نواجه.
•لو فارقتم أحباءكم لسنة كاملة . . لأدركتم ما نقاسيه.
•لو توقف صرف مخصصاتكم . . لانشغالكم ببحث البارحة لتقضوا (بعد ذلك) أياماً بلا مصروف لأدركتم(مدى) ظلمكم لنا .
وينهي صرخته المتألمة قائلا "أيها الحاسدون لا نريد منكم شيئاً... فقط دعونا وشأننا".
كتبت سابقا في هذه المساحة عن مواضيع شتى تختص بالابتعاث، إلا أن حدّة الصرخة آلمتني ودفعتني هذه المرة للمشاركة ولو بالتأوه والمواساة والتألم مع "جابر". لجابر وبقية زملائه وزميلاته أقول: ثقوا أنكم ملء السمع والبصر، وأنكم فخر للوطن، والكل يعدّ الدقائق لا الساعات أو الأيام انتظاراً لعودتكم والمشاركة بجد وإخلاص في نماء وبناء هذا الوطن الغالي علينا جميعاً. لذلك تأكدوا أن كل من يكتب عنكم ليس إلا محباً ومشفقاً ويرجو منكم الكثير. هكذا هم المخلصون من الكتاب والمتابعين. قد لا يخلو الأمر(أحياناً ) من شيء من القسوة أو الشطط في الحديث عنكم وإليكم. لكن تذكروا أموراً عدّة يجب أن تشغل فكركم ليل نهار، وأوجزها فيما يلي:
1.ضخامة المهمة وقدسية الرسالة التي تحملونها جميعاً، وتذكروا كم من الأيام ترددتم على مكاتب الوزارة لتنهوا أوراق البعثة، وكم من الأيام انتظر آباؤكم وأمهاتكم سماع خبر الموافقة على ابتعاثكم. الحمد لله أن تمم لكم ولهم الأمنيات بالحصول على البعثة، لكن بقي من الأمنيات الكثير تحصيلاً وإبداعاً لتحقيق أعلى الشهادات والدرجات.
2.حجم الثقة التي أولاها لكم الوطن بكل مكوناته، ابتداء من الأسرة الصغيرة وانتهاء بولاة الأمر، فلا تفرطوا فيها. ليس الأمر هنا هو أن يعُدّ أحد ما، أنفاسكم أو يتابعكم أو يتتبعكم، لكن واجب المسئولية يحتم على كل من هو لصيق بمسيرتكم أن يتابع إنجازاتكم وأن يذلل لكم كل الصعاب، ولعلكم أدركتم حجم التحديات وعظم المسئولية، فور وصولكم لبلد الابتعاث.
3.ثقوا أن الدنيا كلها تنظر إلى تجربتكم بعين المراقب والمتابع والحسود أحياناً. بل إن هنالك من هو مراهن على فشلكم وفشل التجربة كلياً، فلا تمنحوهم الفرصة أبداً واثبتوا للدنيا كلها أنكم أبناء هذا الوطن وأصحاب رسالة قلّ أن يفهمها الكثير من كل أولئك المتربصين.
4.تعلموا من الغربة وصعوباتها، كمشاكل السكن والمواصلات وصعوبات اللغة واختلاف الثقافات، اكتشفوا ذواتكم وقدراتكم الكامنة، وكم هو كبير رصيدكم .. ويعجبني قول أحدهم حينما سئل: ماذا تعلّم من الغربة فقال "علمتني الغربة الكثير والكثير وكان من بين ما علمتني أنها أخبرتني من أنا "
5.أما رصيدكم الذي يجب أن تفخروا به وتحرصوا عليه، فهو ديني، أخلاقي، ثقافي، وطني. ووالله قلّ من أمم الدنيا من يحوز مثل رصيدكم فلا تستهلكوه، وحذارِ أن تفقدوه ولو لبرهة من الزمن.
لـ "جابر" ولكل مبتعث ومبتعثة مثل جابر، لست ولا غيري من يحسدكم، لكننا دائما نهنىء أنفسنا بكم حتى قبل عودتكم. كونوا على العهد الذي قطعتموه على أنفسكم أن تكونوا خير سفراء لدينكم و لوطنكم ولمحبيكم . . وفقكم الله وجمعنا بكم قريباً . . وبالله التوفيق.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store