Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل نحن بحاجة لمنهج دراسي كلما جدَّ جديد ؟

باحث متخصص يدعو لإدراج مادة تعليمية عن الأخطاء الطبية ( صحيفة سبق الإلكترونية بتاريخ 29 ربيع الثاني 1435هـ ) وسبقه باحث آخر يطالب بإدراج مادة تعليمية منهجية عن التوعية المرورية والحد من الحوادث القاتل

A A
باحث متخصص يدعو لإدراج مادة تعليمية عن الأخطاء الطبية ( صحيفة سبق الإلكترونية بتاريخ 29 ربيع الثاني 1435هـ ) وسبقه باحث آخر يطالب بإدراج مادة تعليمية منهجية عن التوعية المرورية والحد من الحوادث القاتلة ، وقبلهما ظهر من يدعو إلى إحداث مادة تعليمية في المناهج تختص بالثقافة العامة تعطى للمبتعثين بعد سنوات الغربة والعودة من الابتعاث .
وقرأنا وسمعنا عن مطالبات مختلفة تظهر لنا من وقت لآخر للمطالبة بإدراج مواد تعليمية لمرحلة دراسية معينة تختص بتغطية موضوع جديد أو فكرة معينة ويرى أصحاب المطالبات أن إدراج المادة التعليمية يأتي ملبياً لحاجة مستجدة أو مفهوم حديث .
هذه المطالبات استوقفتني برهة من الزمن وقلت إذا كان الأمر يتعلق بمراجعة الخطة الدراسية للمنهج التعليمي فهذا يتم في الجامعات عادة كل خمسة أعوام ويمر عبر المجالس العلمية المختصة مثل مجالس الأقسام ومجالس الكليات ، ويبت فيه ويدرسه أهل الاختصاص والعلم والكفاءة لذلك يعد التعليم الجامعي الركيزة الأساسية لأي بلد من بلدان العالم المتقدمة والنامية والذي يعده الآخرون مقياساً لتقدم وازدهار البلدان إذ نجده يحظى بمكانة متميزة في الدول العربية والأجنبية وتعليمنا الجامعي لا يقل عن ذلك ولله الحمد ويخطو نحو العالمية بخطى واثقة.
أما ما يتعلق بالمفاهيم والسلوكيات فالسؤال الذي يطرح نفسه هل كلما جد شيءٌ أضفنا وأحدثنا مادة دراسية جديدة ومنهجاً جديداً ، فسينتهي بنا الحال إلى ما لا نهاية له من مناهج جديدة كل فترة فهذا منهج عن التوعية المرورية وثانٍ عن الأخطاء الطبية وثالث عن مكافحة الابتزاز ورابع عن ترشيد استعمال الأجهزة الذكية ... الخ وينتهي بنا الحال بسلسلة لا متناهية.
لذلك نحن بحاجة إلى أن تتضافر كل الجهود المنظمة التي تتجه نحو جعل المناهج التعليمية الاساسية متوافقة في محتواها وطرائقها وأساليب تقويمها مع أساسيات العلوم والمعارف الإنسانية ، أما ما يستجد من متغيرات اجتماعية واقتصادية وتربوية فتترك للبرامج التوعوية والتثقيفية ، ويتم تطوير المناهج المتخصصة جداً لتتوافق مع المفاهيم والنظريات الجديدة عن طبيعة المتعلم وعن عملية التعلم نفسها , ولتحدث تأثيراً أفضل وأعمق على سلوك المتعلم ونمط تفكيره .
وتذكرت المنهج الشهير الذي أدرجناه عن التربية الوطنية وكأن الولاء والوفاء للوطن يكفيه منهج واحد بينما هو حب نرضعه مع حليب أمهاتنا ونشب عليه وهو سلوك مغروس في النفس يبدأ منذ النشأة الأولى من الوالدين والبيت والمدرسة والشارع وينعكس في كل تصرف نقوم به وكل ممارسة نفعلها .
هذا المنهج يشير إلى جزء من التربية الذي يشعر الفرد بصفة المواطنة ويحققها فيه ، كذلك يمثل أداة من أدوات تطوير العلاقة الإيجابية بين الفرد والمجتمع ، حيث أن مفهوم التربية الوطنية يبصر الفرد بحقوقه وواجباته في المجتمع وينمي لديه مهارات المشاركة والتعاون وتحمل المسؤولية ويسهم في إحداث الشعور بعضوية الفرد في الجماعة وانتمائه إليها وبدوره الفاعل فيها ، ويعمل على تطوير الاتجاهات والمعارف والمهارات التي يحتاجها الطالب لخدمة المجتمع .
نتمنى أن يستمر تفعيل المناهج المتخصصة في التعليم العام لتجسد لنا الأهداف الرئيسة بالمفهوم العلمي ، وأيضاً لرفع مستوى تنمية الروح الوطنية والأخلاقية وروح المشاركة الاجتماعية والتعاون لأبنائنا وبناتنا من طلاب وغيرهم لإكسابهم قيماً وطنية رفيعة .
وإن كان تطوير التعليم هو الخطوة الأولى للنهوض ، فإن تطوير المعلمين والمعلمات هو الخطوة الأولى والأهم في طريق تطوير التعليم .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store