Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإسلام والفرح

يظنٌّ البعض من غير المسلمين أنّ دين الإسلام دينٌ متزمّت يضيّق على أتباعه ويحرّم الفرح عليهم ، ويأتي بعض المسلمين المتشدّدين فيؤكدّون هذا النوع من التّفكير بأفعالهم وإصرارهم على قتل الفرح ووأد مظاه

A A

يظنٌّ البعض من غير المسلمين أنّ دين الإسلام دينٌ متزمّت يضيّق على أتباعه ويحرّم الفرح عليهم ، ويأتي بعض المسلمين المتشدّدين فيؤكدّون هذا النوع من التّفكير بأفعالهم وإصرارهم على قتل الفرح ووأد مظاهر البهجة لدى الناس ، وذلك بمطاردة المبتهجين ، وتجريم المحتفلين ، ووضع القيود والسدود أمام كلّ من يفكّر في إظهار الفرح علانيّة .
نحن بحاجة إلى تصحيح الفكرة عن الإسلام ؛ فالإسلام دينٌ ينهى عن الفحشاء والمنكر ، ويأمر بالعدل والإحسان .
دينٌ يدعو لنشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة .
دينٌ يحثّ أتباعه على الالتزام بالأخلاق الفاضلة ، والتحلّي بالصّفات النبيلة .
دينٌ يروّض الغرائز الدنيئة ، ويوقظ المشاعر السامية في نفس المسلم.
دينٌ تجتمع فيه كلّ هذه المعاني السامية لايمكن أن يكون دينًا يحارب الفرح ، أويمنع مشاعر الابتهاج ويحرّمها على أتباعه .. فكيف حدث أن أصبح في مفهوم البعض الدين الذي يمنع ويحرّم ولايسمح ولايتقبّل مظاهر الفرح والسرور؟..
الفرح في الإسلام موشّى بالنقاء والعفّة بعيداً عن ارتكاب المحرمات وممارسة الموبقات ...
الفرح في حدّ ذاته جميلٌ ومطلوبٌ لأنّه من ضروريّات الحياة ، فلماذا نحرم أنفسنا ومن حولنا منه ؟..
الفرح مباحٌ مادام لايتعارض مع تعاليم الإسلام ولايتسبّب في انتشار الرذيلة في المجتمع ....
ماهو فاسدٌ وغير مباح هو إلصاق تهمة الكآبة والسوداويّة بالإسلام .
والقيام بالتضييق على المحتفلين ، ومعاقبة الفرِحين أمرٌ لاعلاقة له بالإسلام ؛ فالإسلام دين الوسطيّة والاعتدال في كل شئ ، وهو دينٌ يطلب من المسلم أن يؤدي فروضه الدينيّة كاملة ، ويحسن التعامل مع غيره من البشر ، ولاينسى نصيبه من الدنيا.
على أولئك الذين يحاربون الفرح أن يراجعوا أنفسهم ، ويعودوا إلى مبادئ دينهم الذي لا ينهى إلا عن الفواحش ، ولا يحارب إلاّ المنكرات.
تصحيح المفاهيم حول الإسلام وتعاليمه وأوامره ونواهيه يجعلنا نستمتع بحياتنا دونما حرج ونحصل على لحظاتٍ من المرح المفيد بين حينٍ وآخر.
إظهار الفرح وإعلانه في المناسبات الخاصّة أو الاحتفالات العامة أو خلال المناسبات الدينيّة أو الشعبيّة ، له وقعٌ طيبٌ في النفوس، وهو يشجّع المواطنين على الترابط وتقوية العلاقات فيما بينهم ، ويعينهم على تحمّل أعباء الحياة ، وعلى القيام بواجباتهم الدينيّة والاجتماعية براحة وطمأنينة .
علينا كمسلمين أن نشجّع الفرح المباح ، ونعمل على إشاعته ونشره بين الناس دون إسفاف أو خروجٍ عن الحدود ليشعر الجميع بالراحة والطمأنينة ، ولكيْ لانجبر المواطن على البحث عن المرح والاستمتاع خارج بلاده كلّما أتيحت له الفرصة لذلك .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store