ابشر يا خالد.. نحن أهل الأمانة

«قائدي وزميلي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر» هذه ليست كلماتي أنا بل هذه كلمات صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله مخاطبًا سمو الأمير خالد مطلق حملة «وطننا أمانة»، وبصفته نائبا لأمير الرياض ورئيسا للحملة فإن سمو الأمير تركي بن عبدالله حين يخاطب بهذه اللغة فعلينا أن نعي فورًا أنها لغة الجندية وروح العسكرية هي التي شكلت حروفها، كلاهما نالا شرف الخدمة العسكرية وشاركا في عمليات قتالية، هذه الروح الانضباطية التي تجمع بين الأميرين بعيدًا عن علاقتها الأسرية تعطينا النور الكافي لنكشف حقيقة العمل المراد تحقيقه وإنجازه من وراء حملة «وطننا أمانة».
هذا الوطن الذي حملناه على أعناقنا أمانة وفي أرواحنا نفحات من ولاء وانتماء هو كالمركب الذي يشق أمواج البحر في مسيره، هذا المركب الذي كلنا نمضي فيه ومعه ليصل بنا جميعا إلى بر الأمان ونحافظ عليه حتى لا يغرق، لذا فإن علينا أن نعي ونفهم هذه النقطة جيدًا وأن نؤسس لنظرتنا للوطن عليها، لا فرق بين سعودي وسعودي بأصله أو فكره أو مذهبه، ما يفرق بينهم فقط هو الولاء والإخلاص للوطن قيادة وشعبا وحكومة، لك مطلق الحرية أن تمضي قدما من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ما دمت تعشقه وتحبه وتؤمن أن وطنك الأول والأخير ولا تقدم عليه إنسان ولا فكر ولا حجر.
الوطن الذي سكننا قبل أن نسكنه هو دولة الحضارة ودولة المدنية الحديثة، هذا الوطن الأغلى والأعز لا يحكمه إلا شرع الله عز وجل وما ارتضاه الناس لأنفسهم دون انتهاك حرام أو حرمة، هذا الوطن الذي وجب علينا المفاخرة به بين أصقاع الأرض كلها، فيه بيت الله وقبر نبيه المصطفى، وطن تولى قيادة مركبه من سخر الله لهم والهمهم والزمهم برايته راية التوحيد، وطن يباهي الدنيا كلها بنوره ومسيرته الخيرة يقوده رجل حباه الله بحب الناس جميعا، وطن ملكه بكل اختصار خادم للحرمين الشريفين.
«أخي وزميلي سمو الأمير تركي بن عبدالله»، مرة أخرى هذه ليست كلماتي بل كلمات قائد مسيرة الرياض وربان مركبها خالد بن بندر وهو يخاطب نائبه ورئيس الحملة التي أطلقها، هذه اللغة هي لغة المحبة والسلام، بهكذا تركيبات نفسية متواضعة نذرت نفسها للوطن وحملته أمانة تمضي بها إلى العلياء، بهكذا شخوص وأسماء فالمسيرة بإذن الله ناجحة والحملة ثمار علينا قطفها والتنعم بها وهذه إمارة الرياض ورجالاتها بقيادة خالد وتركي ومن ورائهما العديد من الرجال كأمثال الأستاذ سحمي بن شويمي والأستاذ عبدالله القرني وإبراهيم الشتثري وفيصل السديري وسلمان بن فويز وفهد عبدالواحد وغيرهم الكثير من الرجال الذين يترجمون رؤى القيادة التي تتبنى المبادرات تلو المبادرات لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
لنشارك في حملة «وطننا أمانة» ولنتفاعل معها، لنركض تجاه كل ما يصب في بحر الوطن خدمة ورعاية، لنؤمن أننا متميزون بما حبانا به الله، فابشر يا خالد نحن أهل للأمانة، بلى والله أننا أهل لها وأننا من أهل العزم الذين لا نخيب الظن ولا تؤتي فعالنا إلا بياض الوجه، فهلموا بني وطني نحفر على خد الزمان ملحمة وطنية من الأخاء والمحبة، هلموا نفاخر الثقلين بما أنعم الله علينا، هلموا بني وطني نهدي المستقبل بأجياله القادمة أثمن ما نملكه اليوم
«ولاؤنا للوطن لأنه أمانة حملناها طواعية، وابشر يا وطن تفديك أرواحنا».