Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

توني بين.. امتزاج السياسة بالأدب وعداء الإمبريالية ومناصرة القضايا العربية

* تناقلت أخيرًا وكالات الأنباء خبر وفاة السياسي البريطاني العمالي "توني بين" 1925-2014 م Tony Benn، بعد أن قضى ما يزيد على نصف قرن نائبًا في مجلس العموم حتى استقالته في عام 2001م.

A A
* تناقلت أخيرًا وكالات الأنباء خبر وفاة السياسي البريطاني العمالي "توني بين" 1925-2014 م Tony Benn، بعد أن قضى ما يزيد على نصف قرن نائبًا في مجلس العموم حتى استقالته في عام 2001م.
* ولا تكمن شهرة "بينْ" من خلال المناصب التي تقلدها في حكومتي هارولد ويلسون، وجيمس كالاهان وزيرًا للتكنولوجيا، ثم وزيرًا للصناعة، ثم وزيرًا للطاقة، ولكن المفارقة العجيبة أنه نشأ مثل زميله مايكل فووت، والذي كان أكثر زهدًا في المناصب الحكومية في عائلة ملتزمة دينيًّا، ولكنهما اختارا طواعية أن يرتديا مسوح الفكر الاشتراكي - العمالي، كما أنهما اشتركا في حب الأدب والشعر والمسرح، وهذا ما أعطى الاثنين "فووت" و"بين" القدرة على الحديث ارتجالاً في مجلس العموم، وببلاغة تحرج خصومهما المحافظين الذين يعتقدون أنهم الأكثر تمثيلاً للغة أكسفورد وكيمبردج، ويفترق "بِينْ" عن "فووت" بأنه تخلص عن طريق المحكمة من لقب "لورد" الذي ورثه عن والده، حيث وقف اللقب عثرة أمام "بِينْ" في البقاء في مجلس العموم الذي يرفض بشدة وجود اللوردات بين جنباته، ولهذا كانت المحكمة هي المكان الذي خلع فيه اللقب عام 1963م، ممّا دفع المحافظ اللورد هوم Home ليخلع هو الآخر اللقب، ويترشح لزعامة حزب المحافظين 1963 بعد استقالة رئيس الوزراء هارولد مكميلان بسبب فضيحة الوزير Profumo، والتي تسببت في إقصاء الناخبين للمحافظين لمدة تقارب 13 عامًا حتى صعود نجم مارغريت تاتشر، والتي رغم كراهيتها لمصطلح الاشتراكية ومفرداته ومنابعه إلاّ أنّها كانت معجبة ببلاغة "بِينْ" والذي أضحى يساريّاً متشددًا بين عامي 1979م-1980م ومن خلال أفكاره السياسية نشأت داخل حزب العمال حركة تُدعى بـ"Bennery" بنايت.
* من الأفكار المغايرة للسائد في أدبيات السياسة البريطانية، وتضمنتها مذكراته بأن حادث مقتل الشرطية البريطانية "فلتشر" Feletcher" أمام السفارة الليبية في عام 1984م لم يكن من داخل السفارة، ولكن من بناية أخرى في المنطقة تستوطنها فرقة بريطانية - أمريكية عسكرية، وكأنه يرمز إلى أن تاتشر وريغان عملا على توريط القذافي في الحادث بسبب حماقاته السياسية المعروفة، وخصوصًا في شمال إيرلندا.
* في المذكرات نفسها يذكر "بِينْ" أنه أثناء حرب الخليج بعث له السفير العراقي في لندن بهدية، ولكن "بِينْ" رفضها اتِّساقًا مع قانون المجلس الذي ينتمي إليه، مع أن "بِينْ" كان ضد الحرب على العراق، وكان يتحدث عن "بلير" بكثير من الاستخفاف، كما أنه كان مناصرًا للقضية الفلسطينية مثل زميله جورج غلاوي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store