Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عمى البصر ولا البصيرة..!

البصيرة أكثر أهمية للإنسان من البصر..! وقد يصاب الإنسان بعمى البصيرة في أحلك الظروف مثل هذه القصة الجميلة والقديمة الجديدة..!

A A
البصيرة أكثر أهمية للإنسان من البصر..! وقد يصاب الإنسان بعمى البصيرة في أحلك الظروف مثل هذه القصة الجميلة والقديمة الجديدة..!
فقد كان أحد سجناء لويس الرابع عشر ملك فرنسا محكومًا عليه بالإعدام ولم يبق على موعد إعدامه سوى ليلة واحدة.. ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة قد تساهم في العفو عن السجين المحكوم عليه بالإعدام.. وفي تلك الليلة فوجىء السجين بالإمبراطور لويس يفتح باب زنزانته ويدخل ليقول له أعرف إن موعد إعدامك غدًا لكني سأعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو من الإعدام..! هناك مخرج موجود في زنزانتك بدون حراسة إن تمكنت من العثور عليه يمكنك عن طريقه الخروج وإن لم تتمكن فإن الحراس سيأتون غدًا مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام.!
ولما لم يكن للسجين خيار قرر المحاولة وبدأ يفتش في الزنزانة التي هو سجين فيها والتي تحتوي على عدة غرف وزوايا.!
ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحة مغطاة بسجادة بالية على الأرض. وما أن فتحها حتى وجدها تؤدي إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج آخر إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل ولكن الدرج لم ينتهِ وفي النهاية مغلق..!
فلم يجد السجين أن هناك أي فرصة ليستفيد منها للهرب وعاد أدراجه حزينًا منهكًا إلى زنزانته حائرًا لكنه واثق أن الإمبراطور لا يخدعه وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ويضرب بقدمه الأرض والحائط غاضبًا وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه وما أن أزاحه وإذا به يجد سردابًا ضيقًا فبدأ يزحف أرضًا وهو يسمع صوت خرير مياه واستمرت محاولاته بالزحف إلى أن وجد في النهاية أن هذا السرداب ينتهي بنهاية مغلقة..! واستمر يحاول ويفتش وفي كل مره يكتشف أملا جديدًا.. وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له وأخيرًا انقضت ليلة السجين كلها ولاح له من خلال النافذة الشمس تطلع وهو ملقى على أرضية السجن في غاية الإنهاك وأيقن أن مهلته انتهت ووجد نفسه وجهًا لوجه مع الإمبرطور لويس يطل عليه من الباب ويقول له أراك ما زلت هنا، قال السجين كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الإمبراطور، قال له الإمبراطور لقد كنت صادقًا، سأله السجين لم أترك بقعة في الزنزانة لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي عنه؟
قال له الإمبراطور لقد كان باب الزنزانة مفتوحًا وغير مغلق أنظر اليه..!
وقد يكون عمى البصيرة من خلال هذه القصة الجميلة تنطبق على الكثير من البشر ولو اختلفت الأحداث.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store