كميات مهولة يكفي حصرها لإصابة أكبر شنب بدوار وصداع وغثيان. إنها شحنات المخدرات التي تم ضبطها، وهي تحاول اجتياز الحدود إلى الداخل. أولاً لا بد من تقديم واجب الشكر البالغ لرجال الأمن الساهرين على أمننا المرابطين على حدودنا. هؤلاء يكابدون يومياً من حرب هي أشد من حروب المهاجمين بالسلاح والعتاد، فالخصوم هنا مجهولون وألاعيبهم وحيلهم يستعيذ منها إبليس اللعين. الرصاصة تقتل واحداً أو اثنين، لكن جرامات قليلة من هيروين مخدر تفتك بمئات من الأبرياء فتحيلهم إلى أجساد تموت ببطء، وربما ماتت معهم كرامة ألوف آخرين بسبب ما قد يتعرضون إليه من عنف بالغ أو اعتداء صارخ أو حتى متاجرة بالعرض والشرف. وهنا لا بد من إثارة بعض التساؤلات البسيطة! أولاً إذا كانت هذه الكميات الهائلة هي المضبوطة، فكم من كميات أخرى مرّت بسلام غير مضبوطة؟ بمعنى أنها قد وجدت طريقها إلى المروجين في داخل البلاد لتحصد ألوفاً من الضحايا؟ وكم هي التقديرات من واقع الحال؟ ثانياً : هؤلاء الذين ضُبطوا وهم قرابة المائتين، متى سيسعد المجتمع بسماع حكم القضاء فيهم؟! هؤلاء من أشد الناس عداوة للمجتمع، فهم يستهدفون شبابنا وفتياتنا بغير رحمة ولا شفقة إطلاقاً يشفطون أموالهم ثم يهتكون أعراضهم، ثم يجبرونهم على السير في ركابهم مروجين ومهربين. هؤلاء لا يستحقون منا لا شفقة ولا رحمة، بل لا بد من تعزيرهم بشدة وغلظة كي ينجو المجتمع من شرورهم وليتعظ ويعتبر غيرهم. ثالثا: هل يُكافأ الرجال الساهرون المنتبهون جزاء ما قدموا من إنجازات باهرة؟ وهل هي مكافآت مجزية تتجاوز تسطير المدح والثناء إلى المال الكثير الوفير تشجيعاً لهم وتقديراً لدورهم واعترافاً بجهودهم؟ هؤلاء يدفعون عن المجتمع قنابل موت سريعة، ولذا فكل واحد منهم يقدم حياة جديدة لكل ضحية محتملة... (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً). لا تبخلوا عليهم ولا تتجاوزوا العامل الحقيقي في ميدان الكشف عن هذه المواد المروعة القاتلة إلى رؤسائهم الكبار البعيدين عن الميدان، فذلك حيف غير مقبول ولا معقول.اللهم احفظ شبابنا وبلادنا.
صيد المخدرات : ماذا بعد؟!
تاريخ النشر: 04 يونيو 2010 05:21 KSA
كميات مهولة يكفي حصرها لإصابة أكبر شنب بدوار وصداع وغثيان. إنها شحنات المخدرات التي تم ضبطها، وهي تحاول اجتياز الحدود إلى الداخل. أولاً لا بد من تقديم واجب الشكر البالغ لرجال الأمن الساهرين على أمننا المرابطين على حدودنا.
A A