ملك حكيم... وحكم رشيد

كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، بارك وبايع الشعب السعودي النبيل بمختلف فئاته وأطيافه صدور الأمر الملكي الكريم القاضي باختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وليًا لولي العهد، إضافة إلى منصبه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء.
هذا القرار الملكي الحكيم ارتكز على بنودٍ ثلاثة كما جاء في نص الأمر الملكي الكريم:
* اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليًا لولي العهد، مع استمرار سموه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء.
* يُبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليًا لولي العهد، وليًا للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكًا للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد، ويقتصر منصب ولي ولي العهد في البيعة على الحالتين المنوه عنهما في هذا البند.
* يعد اختيارنا وتأييد ورغبة أخينا صاحب السمو الملكي ولي عهدنا لأخينا صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد، وتأييد وموافقة هيئة البيعة على ذلك نافذًا اعتبارًا من صدور هذا الأمر، ولا يجوز بأي حالٍ من الأحوال تعديله، أو تبديله، بأي صورةٍ كانت من أي شخص كائنًا من كان، أو تسبيب، أو تأويل، لما جاء في الوثيقة الموقعة منا ومن أخينا سمو ولي العهد رقم 19155 وتاريخ 19/5/1435هـ.
والشاهد البيّن في هذا التعيين التاريخي أنه أتى من معين حكمة، وبُعد نَظَر حكيم هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وفيه من الخير الكثير والمصلحة العامة الواضحة، وهنا إشارة إلى دور هيئة البيعة التي أُنشئت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اختيار سموه لهذا المنصب، هذا التعيين أو الاختيار يؤكد أن هذه الدولة المباركة قائمة بإذن ربها ماضية على تحكيم كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وحرصها على حفظ كيانها، ورفع راية الشرع خفاقة عالية، ووحدة الوطن وتقوية لحمة المجتمع السعودي وقطع أسباب الخلاف وتوطيد أركانها، وتعزيز استقرارها واستمرار مسيرتها الخيرة، كما هو تأكيد على أن ما تسير عليه بلادنا في اتخاذ قراراتها في جو أخوي يسوده التفاهم والشورى والتمسك بالمبادئ والأحكام الشرعية التي بُني عليها نظام الحكم في مملكتنا - مملكة الإنسانية- مملكة الأمن والأمان، واستمرارها على الأسس التي قامت عليها لخدمة الدين والبلاد والعباد والإنسانية جمعاء.
إن هذا القرار التاريخي الحكيم يؤكد سعي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله- لمصلحة الأمة وتحقيق الخير والنماء لهذه البلاد الطاهرة، ويؤكد اهتمام حكومتنا الرشيدة وولاة الأمر باستقرار البلاد، وصون المجتمع السعودي، خاصة وأن هذا الأمر الكريم جاء في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط والمنطقة عمومًا عدم استقرار سياسي، مما يعتبر خطوة مهمة لإبقاء توازن الأمور واعتدالها، وزيادة التماسك الداخلي واللحمة الوطنية لوطننا الحبيب، حيث إن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز يتمتع بشخصية ذات شعبية عامة ومحبوبة بين السعوديين، ويمتلك خبرة واسعة في الحكومة ومناصب الدولة العليا، وله كاريزما أو شخصية رائعة تجعله مرشحًا جذابًا، أضف إلى ذلك أنه يُمثِّل جسر التواصل بين الأجيال، فهو الشخص الثالث الأكثر خبرة ودراية في مناصب الدولة العليا في المملكة، ويمتلك القدرة على أن يواصل ويتمم مسيرة البناء والنماء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وذلك لما فيه خير البلاد والعباد وعز الإسلام والمسلمين في كل مكان.
كلنا نستجمع مشاعرنا الغامرة ونفتح قلوبنا الوفية ونمد أيدينا العامرة بالمحبة لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليًا لولي العهد، مبايعة لاقت مباركة هيئة البيعة وحازت رغبة الشعب السعودي المخلص، ومن منّا لا يعرف صاحب السمو الملكي الأمير مقرن رجل الإدارة والقيادة، ورجل الخبرة والمعرفة والتقنية الحديثة، إن كل هذه الجهود المباركة حتى يعيش الفرد في مجتمعنا سعيدًا ومستقرًا في أمن وأمان، هذه الجهود لم تكن اجتهادات بل بُنيت على أسس من العلم والحكمة العميقة والمنهجية المدروسة.
اختيار صادف أهله للأمير مقرن ليكون عضداً لأخيه قائد المسيرة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين، فهنيئًا للوطن بمقرن سندًا لخادم الحرمين الشريفين، في الإصلاح والإدارة والتفكير والمنهجية في السياسة، وعاشت بلادنا فوق هام السحب واحة للأمن والأمان وصمام أمان للسلم في المنطقة والعالم ودام عزك يا أغلى وطن.