مجلس حكماء تويتر

الإعلام الشعبي اليوم هو الإعلام الأقوى بين كل أنواع وأصناف الإعلام، وأقصد به وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك وانستجرام، لأنه الأكثر سرعة في الانتشار ونقل الحدث، لكنه وكأي عمل يحمل بعضًا من السلبيات التي يجب علينا تصويبها، مشكلة الإعلام الشعبي هو الانجراف وراء الحدث دون التركيز على ما سينتج من وراء هذا الانجراف، قد يبدأ الأمر بخبر بسيط ثم نكتة وطرفة ثم ندخل في نفق استغلال كل شيء من قبل البعض للإساءة للمملكة، قد ينتقل المواطن من خبر إلى خبر لكنه لا يعلم ماذا ورائه وكيف رُوّج لما نشره وكتبه وكيف قُدّم للعالم كله.
في الحادثة الأخيرة التي أخذت حيزًا كبيرًا وهي جريمة السويدي، الجريمة بشعة بكل معنى الكلمة، لكن الفكرة التي تواردت إلى ذهني أن هذا العمل الجماعي للإعلام الشعبي في نقل وتغطية ومتابعة هذه القضية على بشاعتها لو سخرت ونفذت في الترويج لأمر آخر وطني كحملة «وطننا أمانة»، أو لمكافحة المخدرات التي كانت وراء هذه الجريمة أساسًا، لو أن الجهد كله انصب في مصلحة الوطن وقيمه الراسخة الثابتة لحققنا الأفضل في محاربة الجريمة والعادات السيئة، بدلًا من أن ننشر صورًا لجريمة وقعت فلننشر صورًا لمنع وقوع جريمة أخرى.
بالتأكيد هناك مساحة معقولة منطقية لتناقل مثل هذه الأخبار، لكن حين يسير الركب كله في نفس الاتجاه وتبدأ الأمور تخرج عن المسار الطبيعي المنطقي المعقول، فعلينا هنا أن ندق ناقوس الخطر، ونحاول دائمًا في أي حدث يتابع أو يرتبط بالمملكة أن نرصد ما هي نتائجه على مستوى العالم، وليس سرًا يخفى. إن المترصدين بنا كثر والأخطر أنهم منظمين وورائهم من ورائهم، يستغلون كل حرف أو تغريدة أو منشور يصدره مواطن أو مواطنة، هذه الجريمة البشعة بكل اختصار نالت نصيبًا وآفرًا لدى أعداء المملكة إذ روجوا لها أنه هذا هو واقعنا وهذه هي حياتنا.
عندما تكتب تغريدة لها علاقة بالمجتمع أو الوطن فأنت هنا قد وضعت نفسك تحت طائلة المساءلة والمحاسبة، لا تقل هذا مجرد رأي شخصي أوتعبير خاص، لأن ما يوجه إلى صدر الوطن لا يمكن أن يكون محميًا بحجة حرية التعبير، ما يحمي رأيك ويعطيه الحصانة هو تقوى الله أولًا ومن ثم مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، الجريمة صفة ملتصقة بالمجتمعات البشرية، وسواء كانت بشعة أومنظمة أوحتى سرقة أونصب أواحتيال فكلها جريمة مرفوضة ومحاربة، لنعمل على تأسيس مجلس حكماء تويتر الذي حين يقع حدثًا يباشر العمل عليه بنقل الخبر وتفاصيله ومن ثم التركيز على التصحيح وتوعية الناس لمنع تكرار وقوع الحدث السلبي مرة أخرى.
أنت مواطن، أنت مسؤول، أنت مغرد، أنت أكثر مسؤولية.