Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جدة غير وبألف خير.. لو رحل عنها هؤلاء للأبد!!

رغم حبي الشديد لجدة عروس البحر الأحمر، إلا أني أعترف بأن هناك ممن يعيشون في هذه المدينة التي عرفت دومًا بجمالها وروعتها وتسامحها، مَن حوّلوها في نظري ونظر الكثيرين غيري إلى مدينة لا تُطاق..

A A
رغم حبي الشديد لجدة عروس البحر الأحمر، إلا أني أعترف بأن هناك ممن يعيشون في هذه المدينة التي عرفت دومًا بجمالها وروعتها وتسامحها، مَن حوّلوها في نظري ونظر الكثيرين غيري إلى مدينة لا تُطاق.. مدينة تُشعرك بالتوتر والقلق أينما سرت فيها، من جنوبها إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها.
فكّروا معي قليلًا في الفئة الأولى من أولئك الذين شوّهوا وجه عروس البحر الأحمر، هذه الفئة هم شركات المقاولات التي لم تترك شارعًا في جدة إلا وحفرته ثم أعادت سفلتته بشكل ليس فقط سيئ، ولكن أسوأ من سيئ، ومع ذلك لا يُحاسبها أحد أو يطلب منها إصلاح ما أفسدته. المؤلم أن كثيرًا من شوارع وأحياء جدة تخضع حاليًا لعمليات إعادة سفلتة شاملة تثلج الصدر لولا أن بعض تلك الشوارع والأحياء لم يمر على سفلتتها أكثر من شهر واحد أو شهرين حتى بدأت عمليات الحفر وإعادة ردم وسفلتة الحفر بشكل سيئ أعادها تمامًا كما كانت عليه قبل السفلتة. مليارات تنفق في عمليات السفلتة تضيع هباء منثورا إلا من جيوب وخزائن تلك الشركات، بينما الناس فقدت حتى القدرة على الفرح بتلك المشروعات الجميلة ليقينها أنها مجرد أسابيع أو بحد أقصى أشهر قليلة تعيث بعدها تلك الشركات تخريبًا في الشوارع. ولدي مثال يمكنني تقديمه لمسؤولي الأمانة لأحد الأحياء الذي تم سفلتته بشكل أكثر من رائع وخلال أقل من شهرين تم تشويه معظم شوارعه من قبل شركات الحفر والتخريب. عشرات المقالات كتبت عن هذا الموضوع، ومئات الشكاوى تم تقديمها على مدى سنوات للأمانة دون أن يتغير أي شيء ولا أحد يعرف سر العجز عن حل مشكلة كهذه يراها ويلمسها الجميع بشكل يومي، وأصبح معها الاسم الذي يتندر به على جدة هو "مدينة المليون حفرة".. يكفي الدخول على هاشتاق #حفر-جدة لمشاهدة كمية الصور والتعليقات حول هذا الموضوع. وللعدالة فإن أمانة جدة تبذل جهدًا يستحق الشكر في توظيفها للتقنية لاستقبال الشكاوى والملاحظات حول سوء أداء المقاولين، ولكن السؤال هو: لماذا لم يُجدِ ذلك نفعًا ويردع تلك الشركات؟ أين مراقبي الأمانة ومشرفيها المسؤولين عن استلام الشوارع والتوقيع عليها بجودة العمل.. ما هي القوة التي تملكها شركات المقاولات تلك وتجعلها تمارس عمليات تخريب مدينة بكاملها وتشويهها ومضايقة سكانها دون خوف أو أدنى اهتمام؟!
الفئة الثانية التي أضرت بجدة وجلبت التوتر والقلق لأهلها هم إرهابيو الشوارع من قائدي سيارات متهورين يعرضون حياتنا وحياة أسرنا للخطر كل يوم.. من المرعب أن تقود سيارتك وأنت تتوقع أي شيء: شخص يقطع الإشارة المقابلة لك، أو يخرج عليك مسرعًا من الشارع الفرعي، أو يُقرِّر الانعطاف نحوك بشكل مفاجئ، أو حتى تجده عاكسًا الطريق السريع ومتجها نحوك.. ومن الممكن أن يحدث كل ذلك بينما سيارة أخرى ألصق سائقها صدامها بسيارتك من الخلف وبدأ يُؤشِّر لك بشكل متتابع ومربك بأنواره العالية. المؤلم أن كل هذا يمكن أن يحدث أمام مرأى من سيارة المرور دون أن تحرك ساكنًا.. أجيبوني بأمانة من منكم لم يتعرض لمثل هذا الموقف أو بعضه كل يوم.. نعم كل يوم يقود فيه سيارته في شوارعنا وليس كل أسبوع أو شهر.
تخيلوا معي -حتى لو في الأحلام- كم ستكون جدة رائعة وجميلة لو اختفى منها للأبد كل هؤلاء الذين شوهوها وجعلوها مصدر قلق وتوتر؟!
هل من مجيب؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store