ضرب الزوجة..!

في الواقع يشعر المرء بعظيم الخجل وعميق الأسى والألم عندما يعرف أن مجتمعنا المسلم يتلوى أمام معاناة داء اجتماعى عصيب تسبب بجراح عميقة ومُجزرة في جسم هذا المجتمع الغالي.. انها المشكلات الزوجية وما ينتج عنها من طلاق وفراق بين الأزواج وبالتالي تعثر وتشتت الأبناء.؟
صحيح أن الكثير من مجتمعات بلدان العالم لا تخلو من ذلك وتتلوى من ألم هذه المشكلات الاجتماعية لكن في بلادنا زادت و تطورت وأصبحت مسيئة جداً لسمعة مجتمعنا المسلم.
وبالقريب صدر قانون جديد يدين ويعاقب الزوج اذا ضرب زوجته وقد أعطى هذا القانون المجال لبعض المراهقين للتعليق على الزوجين وطرح الفكاهة والنكات لمستخدمي الانترنت "الفيس بوك والواتساب".
كما يُوحي هذا القانون الجديد بأنه قد طفح الكيل ووصلت تلك المشكلات الى المدى المقلق والذي يتطلب التحرك من قبل الشؤون الاجتماعية وتكثيف الإعلام بالتعريف بثقافة الزواج وتوزيع "بروشورات" وكتيبات مجانية مع أخذ دورات تدريبية للمقبلين عليه في المراكز المتخصصة ترتبط بالموافقة على عقد القران..
لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سلامة الحياة الزوجية تنفيذاً للمخطط الإلهي الذي يبدو من قوله تعالى:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون) سورة الروم: الآية 21
هناك أسباب جَمَّة وعَديدة لهذه المشكلات منها قلة معرفة الزوجين بالحياة الزوجية والفوارق الكبيرة واللافتة للحياة الاجتماعية والثقافية والتعليمية بينهما والأهم العمرية.. إضافة إلى دلال الزوجة بسبب ثراء عائلتها امام تواضع دخل الزوج ومحدوديته وطلبات الزوجة المفرطة للعيش الرغد.!
وقد تكون حماقة الزوج والزوجة او احدهما المستدامة وغير الإرادية وبالتالي التلاسن والسب والشتم والتلقيح وبذاءة اللسان أحد الأسباب مما يؤدي الى الطلاق دون التفكير بما بينهما من أطفال وروابط ومحبة اسْمى بكثير من أن تدنسه لحظة غضب عَابرة أو ثورة انفعال طارئة.
والرسول الكريم ينصح الرجل في قوله صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"..
ولقد دلّت الأحاديث الشريفة على أن طاعة المرأة لزوجها في غير معصية الله من أفضل القربات إلى الله تعالى وأنها طريق إلى الجنة.
صحيح أن كيد النساء عظيم جدا ولكنه دائما ما يكون بسبب ولا يأتي من فراغ.؟ وكيد المرأة متعدد الأشكال والألوان والاتجاهات وعلى الرجل أن يكون مُتحصِّناً ومُلماً بمعْرفتها.!
وقد يكون احد اسباب المشكلات الزوجية عدم لين الزوجة والجدال في الصغيرة والكبيرة والعناد وعصى أمر الزوج وعدم قناعتها بأن الرجل هو الرئيس أو القائد في الحياة الزوجية وان حكمة الله قد اقتضت هذا الأمر والحياة الزوجية لا يمكن أن تسير بدون ذلك.!
إن الحياة الزوجية مزيج من الزوج والزوجة.. والأصل في العلاقات الزوجية المودة والرحمة فذلك هو التخطيط الإلهي والوضع الطبيعي لحياة سعيدة متماسكة ومتجانسة.. والله المستعان..