«المستعربون الإنجليز ومحاولة تفكيك وعد بلفور»!!

* في مقاله الأسبوعي بصحيفة الحياة (16 إبريل، 2014م) تعرض الكاتب المعروف زياد الدريس، للموقف البريطاني الأخير من عملية تصويت المجلس التنفيذي بمنظمة اليونسكو على مشروع قرار يوجب إرسال بعثة دولية لتقصي الحقائق في مدينة القدس، وخصوصًا لجهة الانتهاكات والتعديات التي تقوم بها السلطة الإسرائيلية.
* فلقد كان الموقف البريطاني إيجابيًّا -على غير العادة- لصالح فلسطين، وضد إسرائيل وحليفتها التقليدية الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا ما حمل كاتبنا لجعل عنوان مقالته: "تفكيك وعد بلفور"، الذي كما يذكر الكاتب البريطاني الراحل كريستوفر مايهيو Mayhew بأن مجلس الحرب البريطاني وافق على وعد بلفور Balfour في 31 أكتوبر 1917م، أي قبل ما يقرب من مائة عام.
* وعلى الرغم من مسؤولية حكومة العمال البريطانية بزعامة كليمنت أتلي، في عام 1948م عن قيام الكيان الإسرائيلي الغاصب إلاّ أن وزير الخارجية آنذاك -إيرنست بيفين- كان معارضًا بشدة لقيام دولة إسرائيل وذلك لمعرفته بالمشروع الصهيوني، وأبعاده الاستعمارية التوسعية، ممّا جعله عرضة في حياته وبعد مماته 1951م لحملة شرسة تتهمه بالعداء للسامية، ويبدو أن "بيفين" أثر في كثير من وزراء الخارجية الذين أتوا بعده في اتخاذ موقف إيجابي من القضية الفلسطينية، فلقد كان "لورد دوقلاس هوم" وزير الخارجية في حكومة إدوارد هيث 1970- 1974م صارمًا أثناء حرب أكتوبر في قراره بعدم السماح للطائرات الأمريكية بالتزوّد من الوقود في المطارات البريطانية، أثناء حملها للعتاد الأمريكي الإسرائيلي.
* كما كان خلفه لورد كارنغتون Carrington، وزير الخارجية في حكومة تاتشر 1979- 1982م مؤيدًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما كان له دور في إقرار الاتحاد الأوروبي لإعلان البندقية Venice Declaration.
* بل برز في المشهد البريطاني عدد من الشخصيات السياسية ذات الجذور اليهودية مثل جيرالد كوفمان الذي كان وزيرًا للخارجية في حكومة الظل بزعامة كينيك، وكان مؤيدًا للفلسطينيين، بل إن مجلس النواب اليهود في بريطانيا اتخذ مواقف سلبية منه ومن خلفه مالكوم ريفكند الذي كان وزيرًا للخارجية في حكومة جون ميجور، والذي أصدر في التسعينيات الميلادية بيانًا قويًّا يؤكد الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني في مدينة القدس، هؤلاء وسواهم لعبوا دورًا مهمًّا في كسر التحالف الأمريكي - البريطاني إزاء القضية الفلسطينية.