Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أحمد بن عبدالعزيز .. مدرسة مفتوحة

كثير من الأحيان ما نرتكز على مواد علم النفس لكي نحلل ونتبين مجريات الأمور وطباعها، وعلى أوتار المسؤولية والأمانة وتحملهما سنعزف لحن التوصيف والتوضيح كيف أن حمل الأمانة في موقع المسؤولية له من الضغط ال

A A
كثير من الأحيان ما نرتكز على مواد علم النفس لكي نحلل ونتبين مجريات الأمور وطباعها، وعلى أوتار المسؤولية والأمانة وتحملهما سنعزف لحن التوصيف والتوضيح كيف أن حمل الأمانة في موقع المسؤولية له من الضغط الشديد الذي يجعل طبيعة حامل الأمانة نفسه لا تظهر بكل واقعيتها الا بعد ان يخلي كرسي المسؤولية المكلفة وينتقل الى كرسي المسؤولية الوطنية العامة، هنا وبعيدًا عن ضغوط العمل وثقل الأمانة وحجم المسؤوليات تلمسنا واقع شخصية صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز وفي مجلسه في بيته وبين رفاقه وأصحابه وكل من أتى به الريح ليدق على بابه.
أعرف صاحب السمو جيدا حين كان نائبًا لوزير الداخلية ثم وزيرًا لها، ولكن في محيا صاحب السمو في تلك الفترات كانت ملامح ثقل الأمانة وحجم المسؤولية واضحة جلية، العمل في مملكتنا ليس رفاهية حين يكون في صميم حاجات الوطن والمواطن، والدليل على ذلك وان كنت أخشى ان يأخذ الأمير على خاطره مني حين كان وزيرًا للداخلية وقبل ذلك نائباً لوزيرها كان كمن عمره فوق التسعين، واليوم وفي مجلسه وخارج قبة المسؤولية التكليفية فسموه يجلس ويحاور ويناقش ويوجّه ويستمع بروح ابن العشرين وبحكمة كل السنين.
يقولون بأن المجالس مدارس ، واشهد والله أنه حق، فهذه المجالس المنتشرة في الرياض سواء لمسؤولين حكوميين سابقين من امراء ومعالي وسعادة أو حتى من رجال تجارة وأهل علم كلها تعطي هذا الطابع التثقيفي والتنويري لأنك تسمع فيها وتتعلّم منها الكثير، كذلك هو الأمر في مجلس أحمد بن عبدالعزيز، ليس الأمر بحفاوة الاستقبال ورحابة الصدر وطيب الملقى، بل بعميق ما يدار ويجري وتلك التحليلات والقصص والأحداث التي تسمعها فتكون فعلا مدارس ننهل منها ونتعلّم.
سأعود للعبة السنين والأعمار وما تتركه من آثار على الوجوه، في جلسة الأمير احمد بن عبدالعزيز قابلت اللواء الدكتور الأمير نايف بن أحمد بن عبدالعزيز، اللواء ما زال على رأس عمله في بوتقة المسؤولية التكليفية المباشرة، وعلى رغم ما يبذله اللواء من جهد ليريح بمحياه الزوار والحضور إلا أن أمانة المسؤولية تفرض نفسها على تقاسيم وجهه، وفي تلك اللحظة بالمقارنة بين اللواء وبين والده ستحتار أيهما الأب وأيهما الابن، هؤلاء قوم حباهم الله بصفات جعلتهم أهلاً للقيادة والسيادة لكنها كلها توضع في ميزان الأمانة الثقيلة، هم أهل لها وما طلبوها بل قدّرت لهم بعلم الغيب، بين تقاسيم وجه أحمد بن عبدالعزيز اليوم وتقاسيم وجه اللواء نايف بن أحمد بن عبدالعزيز لا تحتاج الى كتب علم النفس لتعرف أنهم حين يكونون على صهوة جواد العمل فالوقت كله للعمل وحده وان كانت بوصلة حياتهم سواء كانوا مكلفين بمسؤولية مباشرة أو خارج إطارها فإنها دائمًا ما تشير تجاه الوطن والوطن فقط، حفظ الله مملكتنا وقيادتنا لما يحبه الله لعباده ويقدره عليهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store