Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مدارس مكة

* أرسل لي الصديق المفكر السعودي الدكتور زهير كتبي خطابًا كان قد أرسله إلى الأستاذ فيصل المعمر نائب وزير التربية والتعليم، فيه مقترحات تخص مدارس البنات في مكة المكرمة -شرفها الله- وأعقب الفاكس اتّصال هاتفي من الدكتور الكتبي، تحدّثنا فيه طويلاً عن بعض معاناة مباني مدارس البنات في الأرض المباركة؛ ممّا يستدعي ضرورة التدخل السريع حت

A A
* أرسل لي الصديق المفكر السعودي الدكتور زهير كتبي خطابًا كان قد أرسله إلى الأستاذ فيصل المعمر نائب وزير التربية والتعليم، فيه مقترحات تخص مدارس البنات في مكة المكرمة -شرفها الله- وأعقب الفاكس اتّصال هاتفي من الدكتور الكتبي، تحدّثنا فيه طويلاً عن بعض معاناة مباني مدارس البنات في الأرض المباركة؛ ممّا يستدعي ضرورة التدخل السريع حتّى لا يحدث ما لا يُحمد عقباه.* لمعرفتي بصدق وحرص الدكتور زهير على رؤية المؤسسات التعليمية وغيرها في أحسن حال، خاصة في الموطن الذي يعيش، ويعايش عن قرب كل كبيرة وصغيرة فيه، وهي مكة المكرمة شرفها الله، أقر معه بأن بعضًا من مدارس مكة -سواء للبنين أو البنات- في حاجة إلى اهتمام أكبر من قِبل مسؤولي وزارة التربية والتعليم، وذلك لاعتبارات عدة.* أحد أهم تلك الاعتبارات التراكمات الماضوية التي تركت إرثًا مخيفًا لواقع المدارس، خاصة مدارس البنات. فكثير منها مستأجر، وفي مناطق ضيّقة جدًا، ومبانيها مستهلكة، وهو ما يجعل وضعها في تصنيف الأمان خطيرًا، كما حدث مع كارثة المدرسة الـ(31) المتوسطة للبنات في يوم الاثنين 26/12/1422هـ، وكنتُ حينها رئيسًا لتحرير جريدة (الندوة)، وقد فصّلنا أسباب الحريق، والنتائج الكارثية، والقرارات الحازمة للدولة -رعاها الله- التي لا تقبل إطلاقًا الإهمال والفساد.* ثاني مبررات واعتبـــــــــــــــــــــارات الاهتمام بمدارس البنات في مكة المكرمة أن حالة التراكمات الإرثية تحتاج كما هو معروف إلى زمن طويل، للقضاء على استمراريتها وسلبياتها، وهذا يتطلّب حزمًا وسرعة في معرفة المشكلات والاحتياجات، وتوفير ما يقضي عليها، أو يخففها في أقل مستوياتها. خاصة وأن الكثافة البشرية عالية، وتزاحم الطالبات في المدارس الحكومية في الأرض المباركة كبير، مقارنة بمناطق أخرى، أو المباني الحكومية المخصصة للمدارس، لسعة فصولها وممراتها ومداخلها ومخارجها.* وثالث الاعتبارات التي أؤمن أن كثيرين يشاركونني إيّاه هو تغيّر قيادات الوزارة في مستوياتها العليا، وهو ما أعطى آمالاً كبيرة لكل محب ومخلص لهذه التربة المباركة، وهذا الوطن العزيز بأن قطاع التربية والتعليم سيشهد نهضة ضخمة وشاملة في كل مفاصله، سواء ما يتعلّق بالمناهج، أو إعداد المعلمين، أو تأهيل الإدارات المدرسية، أو التربوية، أو المباني وتجهيزاتها، أو المعامل والكتب الدراسية.* ولهذا حين يشير زميل صادق مثل الدكتور زهير، أو أكتب أنا وغيري، فالهدف هو مساعدة مسؤولي الوزارة في رؤية ومعرفة تفاصيل قد لا تظهر لهم في التقارير الرسمية المرسلة من هذه الإدارة أو تلك، وكما يُقال في الأمثال (ليس مَن رأى كمن سمع)، فالمعايشة اليومية، والمتابعة الحياتية القريبة واللصيقة بواقع المدارس والتعليم، والمدرسين، والإدارات التربوية يبيّن تفاصيل أكثر وأعمق.* أعرفُ أن مطالب كهذه ستكون محل اهتمام سمو وزير التربية والتعليم، ومعالي نائبه، ونائبته، فهم كما أوقن حريصون مثلنا على رؤية مدارسنا وقد لبست أردية النموذجية في أدائها، وتجهيزاتها، ومخرجاتها، وأن كل ذلك سيكتبه التاريخ لهم بمداد من ذهب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store