البيعة التاسعة.. وإنجازات عامرة

أكتب اليوم عن الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين، وهنا يلزم الحديث ليس فقط عن الفرحة بهذه الذكرى والاعتزاز بها بل أيضًا عن مظاهر هذه الفرحة ووجوب بيانها على الحياة العامة في المملكة ككل، الفرحة حين تكون في جوهرها حقيقة وطبيعية فان مظاهرها ستكون كذلك ومؤشر على أن مثل هذه الذكرى وما يشابهها من أحداث وطنية تمر ذكراها علينا وعلى درجات الأهمية هي عصمة بحب الوطن بكل أركانه قيادة وشعبًا وترابًا.
مظاهر الفرح بالاحتفاء بذكرى البيعة يجب أن تكون على قدر المناسبة فتشمل كل القطاعات الحكومية والأهلية والشعبية.. فكم وددت لو أن الوطن كله اكتسى بعلم المملكة بلونه الأخضر الجميل وبصور صاحب البيعة خادم الحرمين الشريفين، تزين البيوت والمحلات والشوارع والمركبات، كم وددت لو أن هناك زيًا متفقًا عليه نرتديه كلنا يحمل شعارات الوطن مبرزًا قيمه، كم وددت لو أن التمور والقهوة توزع على الناس المارة والعمال في الشوارع، كم وددت لو أن الشركات الخاصة تعلن عن احتفالية خاصة لموظفيها فقط.
الفكرة في المظاهر ليست في أن نوصل لخادم الحرمين الشريفين رسالة المحبة والولاء، فخادم الحرمين الشريفين يعرف أن شعبه يحبه وأنه على العهد معه دائمًا وابدًا، بل الفكرة في إظهار حقيقة الحب والولاء وإيصال رسالة للعالم كله كم هو هذا الوطن متماسك على قلب رجل واحد، هي رسالة إلى كل من تسول له نفسه العبث بنسيجنا وأمننا الوطني، حين يكتسي الوطن كله ويتزين احتفاءً بهذه المناسبة والذكرى الوطنية في البيعة نكون حينها قد نفذنا قوله عز وجل (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم). وصورة الوطن بعلم راية التوحيد وصورة "أبو متعب" هي المظهر المحبب لقلوب من يحبنا والمرعب لقلوب من يناصبنا العداء.
بقي أن اقول إن حكومة خادم الحرمين الشريفين في عهده الميمون أنجزت ومازالت تنجز الكثير للوطن فقد ارتفع عدد الجامعات من 7 جامعات إلى 28 جامعة وتم ابتعاث 150 ألف طالب وطالبة في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وكذلك الاهتمام بالخدمات الطبية والصحية ورفع ميزانياتها إلى أرقام لم يستوعبها القارئ العادي.. كما أعطى توجيهاته حفظه الله بإنشاء 500 ألف وحدة سكنية للمواطنين ولا ننسى تبنيه أيده الله لبرنامج "تطوير" الخاص بالتربية والتعليم وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على رأس الهرم التعليمي لكي يرقى بالتعليم لمستوى طموحات قيادتنا الرشيدة.
حفظ الله أبا متعب وأيده بنصره.. إنه سميع عليم.