الزيارة للبعوض وليست للفئران ..!

* أحسن أمين محافظة جدة صنعاً عندما قرر ومرافقوه الانسحاب بعد وصولهم بدقائق إلى حي الروابي، وإلغاء الجولة الميدانية بعد أن حاصرتهم كتائب الفئران والجرذان، وأسراب البعوض الطائرة، وأكوام النفايات في الشارع المجاور لمبنى بلدية الجامعة.* كان القرار صائباً وحكيماً، ولو استمرت الجولة بالتأكيد أن رجال الأمانة لن يسلموا من عضات القوارض، ولدغ الحشرات، لاسيما وان هذه الكائنات الشرهة تشاهد للمرة الأولى في حياتها «عيال نعمة».. فهي متعوّدة على فقراء يعانون من الأنيميا، والملاريا، والبلهارسيا، وحمّى الضنك.. هذه الحشرات والزواحف سئمت من حياة العوز بينهم، وتفاجأت بأجسام سمينة، ودماء نقية لا تعرف الأوبئة إليها طريقاً، فكشّرت عن أنيابها ولكن الله ستر!!* دعوتُ من قلبي لرجال الأمن المرافقين، وشكرتهم على يقظتهم وإخلاصهم، بعد أن رأيتهم في الصور يدفعون المواطنين، ويحولون دون وصولهم إلى مسؤولي الأمانة؛ لأنهم بالتأكيد لم يلجأوا إلى إقامة سياج بشري إلَّا بعد أن رصدوا ما يستوجب ذلك.. يقول أحد الخبراء: ربما ان كل مواطن منهم كان يحمل في جيبه زوجاً من الفئران، وعلى كل شعرة من رأسه تقف (ناموسة)، ولو وصلت عضاتها، أو لدغاتها إلى أطراف رجال الأمانة فستكون الإصابات مؤلمة، والخسائر كبيرة!!.* وإنقاذاً للموقف، وحتى لا يلحق من تبقى من قياديي الأمانة بسابقيهم الموقوفين عن العمل، كان القرار حكيماً، والانسحاب هو المنقذ الوحيد من الكارثة، وإلَّا لأصبحت الأمانة اليوم بدون مسؤولين، وسيكون نصفهم في المستشفيات، والنصف الباقي على ذمة التحقيق.* مشكلة المواطن في جدة أنه حتى الآن لا يقدّر وقت المسؤول.. ولا يعطيه الفرصة الكاملة لإنجاز مهامه دون إزعاج.. مشكلته أيضاً أنه يستعجل الخدمات، ويلح على ضرورة توفيرها دون أن يفكر في اختيار الوقت المناسب لعرض معاناته على المسؤول.* يا إخواني.. يا سكان جدة: عليكم أن تعوا أن ملاحظاتكم لن تُقبل منكم في جولات مسؤولي الأمانة بالأحياء، بل عليكم التواضع والانتقال إلى المقر الرئيسي، والالتزام بالطوابير، وعبور نقاط التفتيش، والمثول بين يدي أصحاب القرار بكل خنوع ووقار!! فالجولة كانت مخصصة للبعوض.. أمَّا زيارة الفئران فستُدرج في العام المالي المقبل إن شاء الله. وعليكم الصبر.. ومنهم الاجتهاد.