Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عبدالعزيز بن عبدالله وسياسة "الخارجية" الناعمة

في ظل الظروف العامة التي تمر بها المنطقة بشكل عام وتحيط بنا في المملكة بشكل خاص والتي يمكن اعتبارها حاليًا ضمن ملف السياسة الخارجية للمملكة والذي يتولاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بكل جدارة

A A
في ظل الظروف العامة التي تمر بها المنطقة بشكل عام وتحيط بنا في المملكة بشكل خاص والتي يمكن اعتبارها حاليًا ضمن ملف السياسة الخارجية للمملكة والذي يتولاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بكل جدارة واقتدار، ويبقى للخارجية السعودية ملفات أخرى تصب في نفس الخانة وتحقق نفس الأهداف، لكنها وكما أحببت أن أسميها السياسة الناعمة أو المكملة إن جاز التعبير، هذه السياسة هي التي تسير ضمن مسارين منسقين إما سابقة لخطوات الخارجية بشكل عام أو لاحقة، فالمتتبع لبرنامج صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله -حفظه الله- سيجد أن معظم الافتتاحات والندوات التي يحضرها بصفته نائبًا لوزير الخارجية تكون ذات أبعاد وفلسفة معينة، واليوم في باريس والسؤال لماذا باريس؟.
باريس كانت أكثر دولة تبنت الموقف السعودي والتزمت به بخصوص ما يتعلق بالثورة السورية، وإذا ربطنا هذا التقارب السعودي الفرنسي بالفجوة التي وقعت بين الرياض وواشنطن على ضوء الأحداث في مصر، مع التأكيد من قبل واشنطن على عمق العلاقة الإستراتيجية مع الرياض فإننا سنجد أن السياسة الخارجية الناعمة التي يقودها سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله تحقق الكثير من النتائج المرجوة ضمن الاختصاص وبنفس الوقت تمهد لمكاسب خارجية على المستوى العام.
مجرد الاسم وحده يعطيك ذلك الانطباع بالدهشة "معرض الحج في باريس" والاسم الثاني هو نائب وزير الخارجية، والنتيجة ان الرئيس الفرنسي قد رعى الافتتاح ويصرح مباشرة "خادم الحرمين الشريفين يسهر على خدمة ثلاثة ملايين إنسان في فترة زمنية محدودة"، بهذه الرسالة من الرئيس الفرنسي نكون قد وصلنا في عمق علاقتنا مع فرنسا إلى مرحلة متقدمة تجعلها نبدأ النظر إلى قضايا الشرق الأوسط ضمن المنظار السعودي، هذا إنجاز بحد ذاته لأن العالم الغربي عمومًا كان ينظر لنا إما بمنظار صهيوني أو منظار أمريكي متحيز.
كنا على الدوام نتمنى أن يتمكن العرب من جعل العالم لا ينظر من منظار أحادي لنا وحقيقة ما يقوم به نائب وزير الخارجية وهذه الفعاليات الخاصة بعقيدتنا الإسلامية أو خصوصيتنا العربية أو مساهماتنا الإنسانية حققت هذه الأمنية، فهذه الفعاليات لها رسائل خاصة في مضمونها وبرعاية مباشرة من شخصية لها وضعها ولها وزنها تحمل اسم عبدالعزيز بن عبدالله فإن الأهمية التي يوليها المشاركون عالية جدًا وتؤسس لعلاقات قوية تُكسر فيها الحواجز وبالتالي تمهد لنوعية من العلاقات السياسية الخارجية التحالفية ليس فقط على مستوى الأنظمة بل أيضًا على مستوى المجتمعات المدنية والشعبية، لأنهم حقيقة لديهم قوى ضغط شعبية ورأي عام يؤثر على متخذي القرار.
عبدالعزيز بن عبدالله وضمن الملفات العديدة التي يتولاها كنائب لوزير الخارجية إلا أنه في هذا الملف بالذات قد أتم العلامة الكاملة في إدارته والوصول به للأهداف المنشودة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store