Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إعلامنا الرياضي بين القادح والمقدوح ..!

بدايةً : أهنئ شبابنا بذلك المنجز الرياضي الحضاري وتلك الهدية الغالية من أبٍ كبير لأبنائه (مدينة الملك عبدالله ) حفظه الله ، وأرجو أن يكون لهذا المُنجز الكبير والعالمي أدوار ومهام جليلة ونافعة تتعدى م

A A
بدايةً : أهنئ شبابنا بذلك المنجز الرياضي الحضاري وتلك الهدية الغالية من أبٍ كبير لأبنائه (مدينة الملك عبدالله ) حفظه الله ، وأرجو أن يكون لهذا المُنجز الكبير والعالمي أدوار ومهام جليلة ونافعة تتعدى موضوع كرة القدم.
ثم أقول : إن حماية وتعزيز الآداب العامة ومراعاة السلوك القويم في القول والفعل لمجتمعٍ ما ؛هي مسؤولية المجتمع بشكلٍ عام ، ولكن هناك جهات ومؤسسات تُعنى وتُسأل عن هذه المهام العظيمة أكثر من غيرها !
ولاشك أن (الإعلام ) عامل مهم من عوامل الرُقي بالذوق العام والحفاظ على الآداب الإسلامية ؛لأنه يُخاطب ذلك المجتمع بكافة شرائحه .
وكنتُ قد كتبتُ وذكّرتُ ونبهت ومع سمو الرئيس العام لرعاية الشباب تحاورت وتحدثت! حول نوعٍ من الخطاب الإعلامي ظهر منذ سنوات وصار له وجوده ورموزه ومصطلحاته وقنواته ومتابعوه لاسيما من فئة " الشباب " ــ وهنا مربط الفرس ــ وأعني به ما سُمّي بالإعلام الرياضي !
وهو إعلامٌ يتبنى قضايا الرياضة عموماً ويكاد تنحصر اهتماماته بكرة القدم فقط ! بل وتكاد تنحصر أهدافه واهتماماته بما يثار هنا وهناك في هذا الوسط المحموم ، والبحث عن مواطن الإثارات والمُشكلات !!
ومن أجل هذا أظهرَ هذا الإعلام أسماء وأشخاصاً لم يكن لبعضهم أن يظهر في الإعلام وعلى الهواء لولا هذا النوع من القضايا المطروحة في ساحتهم الرياضية والكروية!
ظهر أقوامٌ لم يتأهلوا بعدُ لهذا الظهور ! وليس لهذا البعض من حظٍ من العلمِ والثقافةِ وتعلم فنون الحوار ولباقة الحديث إلا القليل!
وأصبحَ شبابنا يستمعون لنوعٍ غريبٍ عجيبٍ من الخطابِ واللغةِ التي تحملُ كثيراً من توخي الإثارة وقليلاً من مراعاة الأدب !
كنتُ تحدثتُ مع سمو الرئيس العام في حوارٍ قبل عام حول هذا الموضوع، وممّا قلتُ أن رعايةَ الشباب وهي المسؤولة عن الشباب فكراً وسلوكاً ورياضةً أصبحت تُساهم ومن حيث لا تشعر أو تشعر، في الاتجاه باهتمامات شبابنا إلى زاويةٍ ضيقةٍ وحيدة وهي : كرة القدم وما يحتفُّ بها من إثارات ومشكلات ومُضحكات !وصياحٍ وصخب وتعصب!
أصبحنا ومن خلال القنوات وعلى الهواء نستمع لكل منْ هبّ ودب ولكل من يهرف بما لا يعرف!
أصبح من غير الغريب أو المستنكر أن تسمع لمنْ يتكلم بعصبية وتعصب أو من يشير لطائفية أو تحزب! أو من يقدحُ للناس من رأسه!! ليسمَعهَم من لغوِ الكلامِ وممجوجِه ما يستحي الشابُ الصغيرُ أو الجاهل أن يقوله وهو بين زملائه؛ فكيف وهو يُقال عبر القنوات؟! وبلغةٍ تخلو من الأدب واللياقةِ واللباقة !
أصبحت القنوات وهذا الهواء المفتوح منفذاً لبعض الجهلة ليستغلوا هذا الظهور للنيل ممّن يشاركونهم هذا الغثاء ! إن كلمة (رعاية الشباب) بات مصطلحاً مُجملاً يحتاج لفك وتوضيح من خلال رسم استراتيجية معلنة ومُشاهدة تبين كيف تكون رعاية الشباب من قِبل :رعاية الشباب؟
إن شبابنا في الوقت الراهن تحديداً( ومن واقع تاريخ طويل معهم ومع همومهم )هم بأمس الحاجة لمن يوفر لهم مرافق مناسبة للتجمع المناسب ولقضاء أوقات الفراغ وفق رعاية مسؤولة توفر جواً مناسباً من البرامج والإشغال الهادف ، بحاجة: لمن يستقرئ ويستقصي همومهم ومشاكلهم ويتبناها ،بحاجة إلى من يقترب منهم ويسمع منهم ويتحاور معهم ،ترى: هل الرئاسة تقوم بشيءٍ من هذا ؟ هل هذه البرامج الرياضية على مستوى من الانضباط والوعي ؟ أم أنها لاتُصدِّر غير التعصب ولا تحتفي بغير أولئك القادحين وأمثالهم!!
أُناشد وأُطالبُ سمو الرئيس ومعالي الوزير ـ وزير الإعلام ـ وهو الأديب والشاعر أن يكون لهما وقفةٌ مسؤولةٌ وجادة مع هذا الغثاء العميم والخطير الذي يتابعه شبابنا من خلال مايُسمَّى ببرامج " الإعلام الرياضي" ! وهي عبارة عن خليط مكون من ( صياح، تضخيم توافه، إثارة مشاكل، تعصب ، تبادل سباب واستهزاء ) والنتيجة : لاشيء ! نعم لا شيء غير: ضياع الوقت ونشر ثقافة سوء أدب الحوار !
وأن تكون هناك عقوبات صارمة وجادة لمنْ يسعى بكل صلَفٍ وجهلٍ وكِبر أن يخدش الذوق العام والأدب العام!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store