Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أمننا الوطني ..

أُجزم بأن أمننا الوطني واجه خلال العقد الماضي ولا زال أخطر وأشرس حرب من الممكن أن يواجهها أمن وطني على مستوى العالم ، والمؤلم في هذا التعاطي السلبي أن أغلب المُنتمين لهذه المُخططات هم من أبناء الوطن ا

A A
أُجزم بأن أمننا الوطني واجه خلال العقد الماضي ولا زال أخطر وأشرس حرب من الممكن أن يواجهها أمن وطني على مستوى العالم ، والمؤلم في هذا التعاطي السلبي أن أغلب المُنتمين لهذه المُخططات هم من أبناء الوطن الذين تنكَّروا له في حالة قلما يشهدها وطن آخر ، على الرغم من أن هذا الوطن يُعطي ولا يطلب ، ولكنها الأفكار الظلامية عندما تتسلل في غفلة من الزمن للعقول الغضة وتُسيطر على تلابيبها ، ويُغذيها أرباب آمنوا بفكر جهادى ضال حركوا من خلاله الشباب لتنفيذ أجندتهم الممتلئة حقداً على أمن واستقرار هذا الوطن ، والمؤلم في هذا السياق هو التجييش لغيرهم فيما هم نأوا بأنفسهم وأبنائهم جانباً ليستمتعوا بالرفاهية في العيش والاستمتاع بالحياة ، وتركوا للمُغرر بهم وأسرهم تجرُّع مرارة الفقد ولوعة الموت .
ليست المُقدمة أعلاه نسجاً من الخيال ، بقدر ما هي وصف لواقع يطل علينا بين الفينة والأخرى جراء تمكُّن رجال الأمن من الكشف عن خلية هنا ، أو إحباط تنظيم مشبوه هناك ، فهذا المد التراكمي لهذا الفكر الموبوء الذي ينمو في غلس الليل لن يموت مادام أن ثمة دعماً مادياً ولوجستياً يتلقاه باستمرار ؛ لذا يجب أن يؤخذ في محاربة هذه الفئة تتبع المُخططين لا المُنفذين لها ، ومعرفة مصادر تمويلها وتجفيف منابعها ، وإحكام السيطرة على وسائل تواصلهم ، لأن المُخططين هم رؤوس الفتنة وهم مُثيرو الشغب الجهادي ، أما الرُّعاع من المدفوعين لساحة لا يعرفون كنهها لا يتجاوزون أن يكونوا ضحايا للمتلبسين بالدِين ، والمُتمسحين بسماحته ، وهو منهم ومن ممارساتهم براء .
والمؤلم في سلوكيات هذه الفئة الخارجة عن كل الأخلاقيات هي استهداف رجال الأمن الذين هم صمام أمان للوطن ، وكذلك وضع المصالح الأجنبية العاملة في الوطن في صميم اهتماماتهم ، ناهيكم عن الشخصيات المسئولة التي ينظرون لها من خلال قيامها بواجبها الوطني على أنها تُحارب الله ورسوله من منظورهم الذي لا يتجاوز ارنبة أُنوفهم ، وما الخلية التي تمكنت وزارة الداخلية من السيطرة على تنظيمها المشبوه يوم الثلاثاء الماضي إلا شاهد إثبات على ديمومة محاولات زعزعة الأمن الوطني من قبل المُرجفين الذين باعوا وطنهم بثمن بخس ، وتواصلوا مع جهات خارجية اتخذوها أنموذجاً يُحتذى به ، وبايعوا لهم "أميراً " يقودهم إلى مهالك الردى ، ولعل المُلفت في تصريح وزارة الداخلية الذي فنَّد مكونات هذا المُخطط أن ( 35 ) من المقبوض عليهم من المُطلق سراحهم في قضايا أمنية ، وهذا يقودني إلى التأكيد على أن المُناصحة والتعامل الحضاري مع هؤلاء لن يُحقق الأهداف المرجوة من إصلاحهم ، بقدر ما يكون الضرب من حديد هو الوسيلة الأمثل للتعامل معهم وردعهم ؛ فإما رد إلى جادة الحق بقوة السلطان ، وإما محاكمة عادلة وفق تعاليم الرحمن .
إن مواصلة الكشف عن هذا الفكر الخارج عن كل تعاليم الأديان السماوية يعكس لنا أننا مُستهدفون في وطننا ، محسودون على استقرارنا ، لذا يجب علينا أن نُقوِّي من جبهتنا الداخلية ، ونجعلها سداً منيعاً لا يُخترَق ، وعامل بناء لا مُعول هدم لأجهزتنا الأمنية التي تقوم بأداء واجبها وأفرادها لا يعلمون ماذا يُخطط لهم ؟ وقد يخرج رجل الأمن من منزله ويُودع أهله وذويه وهو لا يعلم أنه لن يعود لهم ، مع مطالباتي بأن يتم التركيز على اجتثاث هذا الوباء من مهده ، فمتابعة منْ وراء المُنفذين والداعمين لهم هم من يجب أن يكونوا في دائرة البحث والتحري تمهيداً للقبض عليهم ومحاكمتهم وتغليظ الأحكام عليهم ؛ لأنهم جمعوا بين خيانة الوطن وممارسة سلوكيات تُهدد أمنه وتُزعزع استقراره .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store