Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحوار..اللغة الإنسانيّة المهذّبة

الحوار هو الوسيلة الّتي يتمّ عن طريقها التّواصل الإنساني بين الأفراد ، وبين الشّعوب ، وبين الثّقافات المختلفة ...

A A
الحوار هو الوسيلة الّتي يتمّ عن طريقها التّواصل الإنساني بين الأفراد ، وبين الشّعوب ، وبين الثّقافات المختلفة ... ولأنّ الثّقافات تختلف بين الشّعوب بناء على جغرافياتها وخلفيّاتها ومرجعيّاتها الدينيّة والثقافية المتعدّدة ، لذا لابدّ من وجود قاعدة مشـْتركة للحوار من خلال تأسيس ثقافة الحوار التي تمكّننا من التّحاور مع بعضنا البعض ، وذلك بالنّظر إلى أنفسنا نحن سكّان هذا العالم على أنّنا جيرانٌ بينهم مصالح مشتركة ، وتجمع مابينهم لغةٌ واحدة هي لغة "الإنسانيّة " .
هذه هي القاعدة الأساسية التي يجب أن نبني عليها حواراتنا مع الآخر ... وبعدها تأتي قاعدة " نبذ العنْف" في تبادل الحوار .
ولكيْ ليكون الحوار راقياً ومفيدًا للجميع لابدّ من الاهتمام بالنقاط التالية :
*الحوار بشكلٍ عام يتطلّب قبول أطراف الحوار لبعضهم البعض ، وعدم رفض اختلافاتهم ، وإدراك أهميّة تبادل الرأي بينهم .
* الحواربين الأفراد يحمل في طيّاته متطلّبات وطموحات ، ويفترض احترام الآخر .. وهذا يعني بالدّرجة الأولى معرفة هذا الآخر ، واحترامه وتقبّله دون أي تمْييز أو أحكام مسبقة ، و اعتباره شريكاً له رأي يجب احترامه ، هوليس نقيضاً مخالفًا .
*حوار الثّقافات المختلفة داخل الشعب الواحد، وهذا لابد أن يتمّ تشكيله ووضع لبناته في المدارس والجامعات ،وفي النوادي ، وفي المراكز والجمعيّات ، مع مراعاة المستوى الذي يمْلكه النّاس من مفردات الحوار، داخل مؤسسات المجتمع المختلفة .
*حوارالثّقافات بين الشّعوب يعني إدخال كل تجارب الحياة داخل مجال النظر والتأّمّل، وإشراك الرؤى التي جسّدتها حضارات الشعوب، صغيرها وكبيرها، في التنقيب عن الأبعاد التي فقدها الإنسان خلال فرص التاريخ، وفي اكتشاف جميع الإمكانيات الكامنة التي تجلّت في وجود الشعوب والأمم المختلفة.
*التعرّف الحقيقي على الآخر المختلـف ، يتطلب تأكيد قيمة التّسامح الإيجابي إزاء الآخرين‏ .. وهذا يعني الإقرار بالاختلافات الثقافيّة .
لابد هنا من ذكر أنَّ الهدف من الحوار هو التوصّل في النّهاية إلى الاتّفاق على صياغة مجموعة متناسقة من القيم العالميّة ، وتأكيد القواسم المشتركة بين ثقافات العالم جميعاً ، مع الابتعاد عن الصّدام الثّقافي ، حتى ولو كانت المصالح الاقتصاديّة والاستراتيجيّة الكبرى للدول هي التي تتصادم .
ومع وجود الصّدامات الدّوليّة التي تتنامى لابدّ من بناء توافقات كبرى ، وإقامة شبكة علاقاتٍ بين الثّقافات على أساسٍ من المصالح المشتركة ، من أجل تعلّم فنّ العيْش معًا بسلام ، ودون مشاكل أوخلافات .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store