Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نحن الشبابُ لنا الغدُ

فأين هم شبابنا الّذين لهم الغدُ .. ومجده المخلّد ..؟ ....
إنْ بحثْنا عنهم فسوف نجدهم هنا وهناك .....

A A
فأين هم شبابنا الّذين لهم الغدُ .. ومجده المخلّد ..؟ ....
إنْ بحثْنا عنهم فسوف نجدهم هنا وهناك .....
نجدهم أمام بوابّات المجمعّات التّجاريّة الكبْرى .. يتوسّلون الدخول من حرّاس الأمن .. يفْترشون الأرض جماعاتٍ وأفرادًا ينْظرون إلى الدّاخلين والدّاخلات بنظرات حسيرة كسيرة ، وقد تحنو فاعلة خيرعلى بعضهم فتدخلهم معها بحجّة أنّهم من عائلتها..!...
نجدهم على الشواطئ البحريّة ،إن كان الجوّ مناسباً يتسكّعون بلا هدف .. ينفّسون عن ذواتهم المكبوتة بأحاديث تافهة .
نجدهم في البرّ يجازفون بممارسة الانحدار على المرْتفعات الرمليّة بسيّاراتهم دون وجل ...
نجدهم في أماكن أخرى يمارسون (رياضة) التّفحيط الخطر ...
نجدهم في الإستراحات البعيدة ينفخون (الشّيشة ) ويمتصّون أنفاسها القاتلة باسْتهانة .. يقْتلون الوقت بلعب (البلوت) ..يرْوون مايحفظون من النّكات السّخيفة بغباء... يتبادلون الشّتائم البذيئة والمشاجرات العنيفة لتفريغ طاقاتهم .
وباخْتصار هذا هو حال شبابنا (ثرْوة الأمم وعُدّتها ومستقْبلها الواعد)..!
تعاملنا مع شبابنا ينطلق من تلك (الخصوصيّة).. فما من شعبٍ في العالم يرفض الشّباب ، ويتعامل معهم بالنّبذ والإقْصاء كما نفعل نحن ....
ما أن يشبّ الفتى عن الطوْق ويبلغ مبلغ الشّباب حتى يصبح منبوذًا مطروداً، وكأنّه ليس جزءًا من عائلة .. لامكان له في المجمّعات التجاريّة ، ولا في المتنزّهات والمطاعم ، ولا في أيّ نشاطٍ أو احْتفال يخصّ العائلات ...
ولكن هل أعددْنا لشبابنا المنبوذ المراكز الّتي تحْتويهم .. ؟..
هل جهّزنا لهم النّوادي الرياضيّة الّتي تمتصّ طاقاتهم وتبني عضلاتهم..؟ ...
هل افْتتحنا لهم المكْتبات العامّة ، ودرّبناهم على فوائد القراءة ومتـْعتها ؟..
هل أوْجدنا لهم أماكن مناسبة يمارسون فيها الهوايات ،ويتدرّبون فيها على المهارات.. ؟...
طبعا لا .. كلّ ما استطعْنا تقديمه لهم هو هذا المنْع المجْحف من دخول الأسواق والمجمّعات بحجّة حماية العائلات المحترمة من شرورهم ، فأشـعرناهم بأنّهم مخلوقات مؤْذية يجب الحذر منها .. وأيْقظنا مشاعرالإحْباط والقهـربدواخلهم ، وحوّلناهم دون قصدٍ إلى قنابل موقوتة قد تنفجر في أيّ وقت ..؟
شبابنا بحاجة إلى الكثيرمن الثّقــة ،وإلى التّقدير والاحترام والتّوجيه السّليم ..
بحاجة إلى الاهتمام بأمورهم ، وحلّ مشاكلهم ، وتوفير الأماكن الخاصّة والنّوادي النّظيفة الّتي تتسّع لقضاء أوقات الفراغ ،وتصْريف الطّاقات الفائضة ..
بحاجة إلى السّماح لهم بممارسة اللّهو البريء دون مراقبة أو مداهمة ...
بعد ذلك يمكننا مطالبتهم بالاكْتفاء بمراكزهم وأنشطتهم ، والابْتعاد عن أماكن تجمّع العائلات المحترمة ...!
أليس هذا هو الإنصاف ..؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store