Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الاستثمار في الطفل

مع الأسف هناك إهمال كبير ومتفشٍ في تربية وتوجيه بعض أبنائنا وبناتنا "المراهقين والمراهقات" وأكبر دليل على ذلك ما يعانيه المجتمع ونلاحظه من تصرفات مشينة وعنيفة وجريئة من البعض منهم ومنهن..

A A
مع الأسف هناك إهمال كبير ومتفشٍ في تربية وتوجيه بعض أبنائنا وبناتنا "المراهقين والمراهقات" وأكبر دليل على ذلك ما يعانيه المجتمع ونلاحظه من تصرفات مشينة وعنيفة وجريئة من البعض منهم ومنهن..
والسبب جهل بعض الوالدين بأصول التربية مما يولد عدم الاهتمام والاعتناء بهم وبهن منذ الصغر، إضافة الى غياب المناهج المدرسية التي توعي وتنمي إدراكهم وإدراكهن للحياة الاجتماعية والأسرية المستقبلية السليمة.
فهناك أعمال وأفعال من بعض المراهقات وبالذات المراهقين تبتعد عن الذوق العام والعقلانية والأخلاق الرفيعة، وقد نجد ذلك في العنف الحاصل في بيت الزوجية وفي همجية قيادة السيارات وغياب الثقافة المرورية وسوء التعامل مع الغير وموضة ارتياد المراهقات والمراهقين للمقاهي والمنتزهات والإدمان على التدخين وحب السهر بالليل وعدم مراعاة كرامة وواجبات الوالدين وغير ذلك من تصرفات هوجاء ومشينة تشيب الرأس!.
ولا أحد ينكر أن الحياة الاجتماعية في بعض الدول الغربية سيئة أيضًا ولا تخلو من العنف والاجرام، فقد نجد لدى البعض منهم عدم الترابط الأسري والتسيب الأخلاقي وخلافهما الكثير.! ورغم ذلك هناك محاسن كثيرة وعديدة تحجب الرؤية عن هذه المساوئ الظاهرة للعيان.
ولنتكلم عن الدول (الإسكندنافية) وهي السويد والدنمارك والنرويج والبعض من الدول الغربية وكذلك اليابان وما يعجبني في هذه الدول اهتمامهم البالغ بشعوبهم ومنها الاستثمار في الأطفال وفيما بعد التركيز على المراهقين والمراهقات في أصول التربية وبث النصائح المستدامة بينهم في المدارس مع التركيز في أمور التنمية البشرية وتنمية المهارات ورفع الكفاءات والحث على الابتكارات ونتاج ذلك في المستقبل أمة عظيمة وراقية ومثقفة ونافعة وصالحة بأن تقوم بخدمة بلدها ومجتمعها على أحسن حال.
وكما ذكرنا فالطفل وخاصة الطفل القادم للحياة وهو الذي لا يدرك ما هي هذه الحياة هو بداية الاستثمار في الإنسان والمطلوب الاهتمام به والحرص على أن يتربى ويَترعْرع "صَحْ" مع تنمية الذكاء لديه وتعليمه أسلوب التغذية السليمة وأخلاقيات التعامل واحترام الناس ودراسة ميدانية للثقافة المرورية وحتى أدق الأشياء مثل شرح مضار التدخين والمخدرات وتأثيرهما على صحة الإنسان وخطورة استعمال الأدوية دون استشارة طبية وكيفية التعامل مع الحريق والإسعافات الأولية.. ويا ليت يُدرس كل ذلك ليس في البيت فقط بل في الحضانة والروضة والابتدائي ليرسخ ذلك في ذهن الطفل منذ الصغر وليكبر، وقد تم استيعاب الكثير من مناحي الحياة ليكون هناك إنسان مثالي في المستقبل وقد أستغل فراغه على الوجهة الصحيحة والسليمة، حيث إن الفراغ يولد أمورًا اجتماعية سيئة وكثيرة وخطيرة ويجعل أمخاخ بعض المراهقين والمراهقات جوفاء وعقيمة ونفسيتهم مريضة.
فهل نحتضن هذه الأساليب الحسنة والتربوية الرائعة والراقية في مدارسنا ونبدأ بالأطفال لينعكس ذلك إيجابًا على تصرفات البعض من شبابنا وبالتالي مستقبلهم؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store