مكاتب التوعية الدينية في المستشفيات والدور الكبير

المرضُ ابتلاءٌ من الله تعالى وفيه من الأسرار والحِكم ما لا يعلم كنهه إلا الله ، ولعلّ المسلم المُبتلى يكره هذا الابتلاء وفي حقيقته خيرٌ عظيم في عاجلته أو آجلته!
والمريض بحاجة إلى ثلاثة أمور كما يقول أحد كبار الأطباء: وهي التشخيص السليم وهذا دور الأطباء والعلاج الصحيح وهذا دور الصيادلة وأمر ثالث مهم جداً وهو: ما يتعلق بجانب الدعم النفسي ورفع المعنويات، ولا أعظم وأكثر أثراً منْ أن يكون ذلك من خلال تقوية إيمانه بالله وتذكيره بقضاء الله وقدره ولطفه وحكمته وأنه تعالى بيده الأمر كله،فهو الشافي والمعافي وهو اللطيف الخبير، وأن صبره عبادة وألمه أجر ومعاناته تكفير ورفعة للدرجات!
فكم من صحيح أهلكه الهم والقلق وكم من مريضٍ سَلّمَ بقضاءِ الله ولطفه واختياره يعيش عيشة السعداء!!
وهذا الجانبُ المهم جداً والذي تجده حتى في مستشفيات الغرب (جانب الدعم النفسي والإرشاد الديني) تقوم به مشكورة وبكل مهنيةٍ واقتدار لجان التوعية الدينية التابعة لوزارة الصحة في المستشفيات ، يقول:الدكتور خالد بن عبد الله النمر استشاري أمراض القلب
(إن الدعم النفسي والديني للمريض عند دخوله المستشفى أو متابعته في العيادات الخارجية لا يقل عن أهمية علاجه الكيميائي، ولذلك تجد أن اغلب مستشفيات العالم من بكين شرقا إلى لوس انجلس غربا تقدم الخدمة الدينية للمريض سواء لمساعدة المريض على تقبل تشخيص المرض أو الوقوف معه في أيامه الأخيرة أو مساعدة عائلته في مصابهم بغاليهم)
ولقد شاركتُ في هذه البرامج التي تقدمها هذه اللجان المباركة في أكثر من لقاء وندوة ومؤتمر ،ومنها ندوةٌ عن فقهِ المريض في الحج في مستشفى الملك عبدالعزيز بالطائف ،وشهدتُ من إقبال الأطباء على الحضور والمشاركة والسؤال عن أحكام تخصُ مرضاهم الشيء الكثير الذي يدل بوضوح على أهمية مثل هذا النوع من التثقيف الديني ، إضافة لمشاركة عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء مع نخبة من كبار الأطباء لمناقشة قضايا دقيقة ومهمة تتعلق بالمريض بتنظيم وطرحٍ من لجان التوعية في المستشفيات .
ومن أبرز ما تقوم به هذه اللجان :
1ـ الدور المهم في الإرشاد الديني للمريض بتعليمه الأحكام الشرعية المتعلقة به.... وفي الدعم النفسي من جانب الصبر والإيمان بالقضاء والقدر وتعلقه بربه وتسليته ونحوه... وتوفير وتأمين احتياجاته الشرعية من صندوق التيمم واتجاه القبلة والكتب ونحوها..
2ـ لها دور كبير في منع بعض المرضى الذين يُفكرون في الانتحار!!
3ـ إسلام بعض المرضى المنومين وتلقينهم الشهادة قبل وفاتهم،وإسلام المئات من الجاليات غير المسلمة من العاملين بالمستشفيات
4ـ قُدِّم مقترح لسماحة المفتي بإنشاء لجنة شرعية طبية بدار الإفتاء ... وقد تم فعلاً إنشاء اللجنة بمسمى اللجنة الاستشارية الشرعية الطبية.
لذلك كله : فإن هذه اللجان المباركة لها أهميتها الكبرى في المستشفيات ودورها دور تكاملي مع عمل ودور الأطباء ، والغرض الرئيس هو :خدمة المريض والمساهمة في تخفيف معاناته ومعاناة مُحبيه ، فهي بحاجة للدعم الدائم من الوزارة المعنية ـ وزارة الصحة ـ
واقترح على معالي وزير الصحة: التفكير في إعداد دبلومات معتمدة متخصصة في الدعم النفسي والإرشادي للمرضى للمرشدين والمرشدات في المستشفيات، والاستفادة من خبرات الدول الغربية وغيرها في هذا المجال ،لتطويره وزيادة كفاءته ومهنيته ،فخيرهُ عظيم وأثره بالغ .
وفق الله مكاتب التوعية الدينية في وزارة الصحة للقيام بهذه المهام الجليلة،وشكر الله للوزارة دعمها واهتمامها .