رحم الله.. معالي الوزراء الخويطر

رحل فقيد الوطن، وابنه البار عميد الوزراء السعوديين عبدالعزيز الخويطر.. رجل الدولة الذي عاصر خمسة من ملوكها، بدءًا بالملك سعود، ثم الملك فيصل، ثم الملك خالد، والملك فهد -يرحمهم الله جميعا- والملك عبدالله -حفظه الله-.
رحل الخويطر بهدوء.. كما عاش بهدوء.. بعد أن خدم وطنه ومواطنيه بشرف ونزاهة، في كل منصب تولاه، كعضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، ثم أمينًا عامًا لمجلس جامعة الملك سعود، فوكيلاً لجامعة الملك سعود للشؤون الأكاديمية، ثم رئيسًا لديوان المراقبة العامة.
الخويطر الملقّب بعميد الوزراء كان وزيرًا للشؤون الاجتماعية، والمالية، والعمل، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والصحة، والزراعة، وأخيرًا وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء حتى وفاته -رحمه الله-.
والناس شهود الله في أرضه، لم يذكر عن الخويطر طوال مشوار حياته الحافل بالمناصب والمسؤوليات إلاّ بأنه كان شجاعًا، كريمًا، متواضعًا، حريصًا على سمعة الوطن وأهله، أمينًا محافظًا على أموال الدولة أكثر من ماله، أنموذجًا رائعًا في إدارته، وتعامله، وسلوكه، وتواضعه، مُجتهدًا ومثابرًا ومخلصًا لدينه أولاً، ثمّ وطنه وأمته، أمينًا فاضلاً، طاهرَ اليدِ، نقيَّ القلبِ، عفَّ اللسانِ.
كان رجل علم، وقد أثرى الحركة التعليمية في المملكة -رحمه الله تعالى- فهو أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراة عام 1960م من جامعة لندن، وقد قال عنه الملك فيصل -رحمه الله-: "الخويطر ثروة وطنية، فلا تفرّطوا فيها". فكان أحد رموزها التاريخيين، وأحد النماذج المشرفة والمشرقة لرجال هذا الوطن العظيم.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته. "إنا لله وإنا إليه راجعون".