Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المطعوم الوطني: "وطننا أمانة"

الأمانة أمر على عظم شأنه وكبر قدره إلاّ أنه يبقى العمل الأخطر الذي قد يلتزم به الإنسان في حياته، ويستمر إلى ما بعد مماته، الأمانة نحاسب عليها في الدنيا والآخرة، وأخطر الأمانات التي نحملها على عاتقن

A A

الأمانة أمر على عظم شأنه وكبر قدره إلاّ أنه يبقى العمل الأخطر الذي قد يلتزم به الإنسان في حياته، ويستمر إلى ما بعد مماته، الأمانة نحاسب عليها في الدنيا والآخرة، وأخطر الأمانات التي نحملها على عاتقنا هي التي تتعلّق بمصير ومستقبل الكثيرين، فأنا كربِّ أسرة أحمل أمانة بمسؤولية الأب تجاه أبنائه، لكن حين تكون أمانتهم التي أحملها قد تؤثر على حياة أناس آخرين، فإنها تكون خطيرة ويجب أن أتعامل معها بكل حذر وصدق وأمانة.
حين شاركت في الحملة الوطنية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله أمير منطقة الرياض، والتي عنوانها "وطننا أمانة" أول ما نظرت إلى هذه الحملة على أنها يجب أن تكون كالمطعوم الصحي الذي يعطى للأطفال في مقتبل العمر لحمايتهم من الأمراض بشكل عام، نعم هذا ما أسميه المطعوم الوطني لأجيال المستقبل، فهؤلاء هم أعظم أمانة نحملها لأنهم هم الذي سيحملون أمانة الوطن لاحقًا، هؤلاء إن لم نجهزهم ونعدهم ونبث فيهم روح الوطنية الحقة فإننا نكون حينها في منزلة من يخون الأمانة، ويتخلى عن مسؤولياته تجاه وطنه وأهله.
المطعوم الوطني يعني بالأساس أن نزرع في أطفالنا منذ نعومة أظافرهم حب الوطن بكل أركانه والإخلاص له لا لسواه، المطعوم الوطني يعني أن يمتلك الطفل مناعة ضد أي أفكار خبيثة، أو معتقدات قد تضر بمستقبله ومستقبل أقرانه من شباب الوطن، وبالتالي تضر بالوطن كله، هؤلاء الذين انحرفوا عن المسار، واتبعوا أهواء الشيطان، وزرعت في رؤوسهم أفكارًا ليست من شريعة، ولا عادات ولا قيم مشكلتهم أنهم لم يكونوا محصنين في حب الوطن والولاء له، غسلت أدمغتهم في أول مواجهة فاعتقدوا أنهم يقومون بالصواب وهم أبعد ما يكونون عنه، كانوا فريسة سهلة وللأسف لأعداء الوطن بشكل عام.
حين ينطلق أبناء الوطن في أولى سنوات المراهقة يدورون في فلك العالم وأركانه اما على سفر أو على اطلاع بمعرفات جديدة، أو التعرف بأناس جدد فإنهم يجب أن يكونوا قد تلقوا المطعوم الوطني السليم الذي تقدمه مثل هذه المبادرات الوطنية "وطننا أمانة"، حينها أينما حلّوا ورحلوا فلن يقدر عليهم فكر، أو مذهب، أو تنظيم ليحرفوهم عن المسار الوطني الإنساني الصحيح، لن تخترق أدمغتهم لأنهم جُبلوا منذ أن ولدوا على أن الوطن خط أحمر، وقادة الوطن هم جزء من الوطن ومن أنفسنا.
ما زلت أنادي، وسأستمر في ندائي أن هلمّوا بني وطني لإنجاح هذه الحملة، هلمّوا لنزرع في أبنائنا جيل المستقبل هذا الفكر الوطني السليم، هلمّوا لنعطيهم مطعوم الوطن أمانة حبًا وكرامة، والأهم أمانة، هلمّوا لمزيد من التفاعل الإيجابي وليكن شعارنا على الدوام "وطننا أمانة".

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store